(1) الكمالُ .. ابتهجَ بالقادِم ِ .. من منشأ الجهات القصية وعدا .. نديا .. الرمال البرتقالية لاذت بأخفاف الرواحل في الشمس الرصاصية المغموسة في الأبدية .. سماوات ٍ عدة ً! الأزمنة ُ دهشة واحدة ٌ في لجاج الحضور ... تقلصت الأرض .. عن اطراد الرحابة ِ .. وملتقى الجهاتِ .. خروج ٌ أوَّل ٌ .. من فحيح النهارات .. والجانب العسكري من الظل الرائي في مرحلة العتمة ما برحت سمعه حشرجة من بيت الأحزان تراتيل أم البدايات والملاذات .. والأسئلة .. الرائي لم يبارحه ُ أبدا لون الصوت وطعم العطر ِ لم ينس دم الحقيقة ِ يصبغ محراب الفتى الفتى الذي شد حيازيمهُ في أكثر من ليل للموت و إذ يدلفُ بين أزقة الغبَش ِ إلى صلاة الصبح ِ يتمسكَ كل سلام العالم بعبائته الفتى الذي لا سيف إلا سيفه ولا دمع أغزر من دمعه في المحراب الذي يرقع ثقوب الفتنة ِ الكثيرة في سمائنا بقطع من قلبه الذي طلق دنياه ثلاثا فاستاء عبيد الدنيا ما زال ابن ملجم َ مخبئا سيفه المسموم بالخسة ليقرِّبَهُ إلى قطامَ زُلفى مختتلا عمن لا يدبر للمنايا ولا يَقتل مدبرا من كُشِفَ له الغطاء فما ازداد يقينا وحيزت له الدنيا فكان نصيبه منها رغيف العفةِ واسمٌ موشومٌ في جبين الديمومةِ مازال ابن ملجم يطلي بالسماء وجهه الثمودي ( 2 ) تغير المسرحُ وجدد الحوار وارتدى الزمن قناعه الجديد خروج أول ٌ للدلالة من وأدها المتمكن ..كيف لي الآن أن أصف الانفساحات التي تعصف بي .. أنا المنحور بأسئلتي في هذه الرؤيا ؟ كيف لي أن أرى ولا أرى ؟؟ السماءُ لا تقتربُ والأرضُ لا تكفي ! وقد أُجِّلتُ إلى حصادٍ قمئ ْ .. (3) في المدائن ما يملأ الساعات قبورا في القطيع دمٌ يكفي للصق فصام البيروقراطية أجيالا إذن ... ..... .... .... ... ... لماذا الحسين ؟؟ ( 4 ) ليس للصمت متسع ٌ فالعبارة ضاقت كثيرا وأجهشت اللغة عجزا بهندسة للفرادة تتخذ الصمت بيتا .. ومن العواصف .. ما ينام على .. هدأة ٍ فالعمى مطبق ٌ.. كم ضجت على شجر الرؤيا أغربة تتطفل .. وغواية تسترق السمع للندرة ِ تعصر إسفنجة الأرض من الدم الزائدِ لتقطرَ .. أعطيات السجية .. والترصد .. بالخارجين على الهاجس الوثني ِّ ...هل في المسافة متسع لخطا قادم بالنبأ .. إلى ضمور الحواس .. بلى .. قيل يطلبك العصر .. لتستر الخراب ..بوجهك .. وتمنحه احتراما قليلا .. سدد .. انصرافك .. إلى ..جهة غير ما في بوصلتك الخضراء ودع .. كل ما يزعج الأحمر الغامق المحتشد بأمزجة الرماد أشِحْ بارتفاعكَ .. عن أفق ٍ لا يليق بغيركَ ... قل لهم ..: كان مجدُ الرؤى كذبة ً .. مد كفكَ .. في بيعةٍ للفراغ ِ ... ليشعرَ بالامتلاء .. !!! فوجودك سُبة ٌ لهم تكفي وبياضك لطخة ٌ في ادلهمامهم (5) ما دهى المدينة ؟ ما لألفتها مُسختْ والوجوه توسِّخُ عفتَها بالجهات الجديدة للأرض المَعِيُّ التي لم تمارس الاكتفاء إلا مع مترجم الغيب القادم من جهة الزرقة أصبحت مثقلة ًبعطاياه لأنها تذكرها بوصمتها على حد ضعفها والتراب الذي كان ينبت رفضا ملأتهُ طحالب جبن ٍ مسقية بالحجج القاطعة ! حيث الرواة المؤدلجون انتفخت أوداجهم من خمرة الله ونالوا البشارة من جُلَّقَ التي تسب المنسوب إلى التراب ترتيلا ليقين لا يقهر من أخبر منهم بالتنبؤ بما تهجسه الملائكة وما تفكر به سماءٌ بارتفاع جماجمهم المتخمة عرفانا سماء لا تضارع بياض ظنونهم ! وقد مالت الأعناق إلى جدران مطلية بالخشوع على وثارة الفردوس القريب ماذا دهى المدينة ؟ بل ..أين هي المدينة ُ ؟؟ جدران النسيان المطلية بالتثاؤب .. أم ..فسائل الدم الإخوانية .. وفحيح الهدوء ! كل ذلك لم يشفع للرحلة المشتعلة من وقائع الدهشة حتى آخر الجلَد ِ .. لم يشفع للناقة ذكرى قُرعة الغيب واحتفال الرمال بالأخضر الفاتح لم يكفِ ورمَ الجحود بلسمُ الغريب .. إنها لحظة الاختياراتِ لا تتأخرُ عن موسم ٍ لاحمرار الخريطةِ .. هكذا .. اعترف الملح بمحض إرادته حين طوقه احتجاج الندى .. وهكذا .. أفلت الخواءُ سرَّه الفاضح َ.. واقترح الامتثالُ متنَه المنكوس .. هكذا ثُقِبَت المدينة وأفرغت العلامة من المعنى لتبقى قشرة سماء مدعوكة بلعاب القردة ! (6) ماذا يريد الجِلَّقِيُّ الأحمرُ المدهون بالشبقِ في وثارة المعتلف طافيا على الكأس ِ بزوارق الخدَر تجذف به الكوابيس في تجاويف الليلِ المنتن ِ هو واثق ٌ بأخيلة الغثيان مكتف بفرادته البايلوجية .. وغلامياتٍ منفوخةٍ بهواء السرقات انحطاطات عالية الأنف ِ غباءٌ متبرِّج ٌبالعقلِ ! (7) ما يريده هو انغماس القمر في التواري وانحناء نخلة الرائي لبيعةٍ واطئة ٍ ما يريده انكسار المدى وانتهاء النشيد ما يريده لم يحلم به العقلُ ولا خطر على الحدوس أن تقشر السماء لونها لتصنع منه كرسيا لغلاميات منفوخة بهواء السرقات هذا ما استهلكه التخرص وأعاده الذهول الحثيث وهذا ما روته الرمال الشجية وذبلت له القناديل وهذا ما صبغ الضوء بالدُّهْمَةِ وأفسدَ حليب النهارات وهذا عينه ما جعل الليل أبيضَ والأفق الأعمى عكازة ً ... وهو أيضا ما يجعلنا نُحَنِّي أسابيعنا وأسماءنا وأفعالنا وأفكارنا وواقعنا ومجازنا بدم الرائي على مشارف السرِّ ألم يك مفردا بما يكفي ومغايرا للوفرة أي غواية تتوسط الامتثال وأي تلف منعش ٍ تساق إليه الأعناق .. بلى الحسين ُ لأنه المتجمهر في فرديته المتفرد في كثرته لأنه الكلمة والفعل والصيرورة لأنه الكنه والمعنى والنقطة ... لأنَّ كلَّ قطرةِ دم ٍ منهُ تُعَقِّمُ مائةَ عامٍ من العزلة ِ ... هو الآتي مِنَ الحدوس على براق ِ العواصفِ .. إلى أعماق الأزلِ .. يتخطى المدى الحالك ويطلق في عتمة العالم حمائم الضوء الأخير