بعد عرض فيلم الإفتتاح " شاشة سوداء " (2014) لنور الدين لخماري ، انطلقت يوم الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري بالقاعة الكبرى للخزانة السينمائية بطنجة (سينما الريف سابقا) عروض المسابقة الرسمية للدورة 12 لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي من خلال حصتين الأولى في الثالثة والنصف بعد الزوال والثانية في السابعة مساء . تميزت هاتان الحصتان بعرض 13 فيلما قصيرا من تونس (نار) والبوسنة والهرسك (عطلة على شاطىء البحر) والمغرب (وأنا) واليونان (على العتبة) وإيطاليا (أورانوس) والجزائر (الممر) ومصر (الكهف) وسوريا (ربيع مر من هنا) وتركيا (رويا) وفرنسا (الأرض المحروقة) والبرتغال (سلالة سيئة) وصربيا (مسار في حقل الشعير) وإسبانيا (خيال) . وهذه الأفلام جميعها تناولت حالات إنسانية في وضعيات اجتماعية ونفسية مختلفة وبرؤى فنية تختلف من فيلم لآخر . من هذه الأفلام ما شدني بعمقه الإنساني وتماسك عناصره التعبيرية وقوة موسيقاه وتلقائية تشخيص أدواره الرئيسية وروعة تصويره وغير ذلك من أدوات التعبير السينمائي ، أذكر على سبيل المثال العناوين التالية : " عطلة على شاطىء البحر " للمخرجة كريستينا كروسان (من البوسنة والهرسك) و" على العتبة " للمخرجة اليونانية أناسطازيا كراتيدي (تميزت فيه البطلة بأدائها الجيد) و " أورانوس " للمخرج الإيطالي دجياني كاتي و " الممر " للجزائري أنيس جعاد (شخص دوره الرئيسي الموضب رشيد بنعلال الذي ركب العديد من الأفلام المغربية الطويلة) و " رويا " للتركي ألبير أكدينيز و " الأرض المحروقة " للموضب الفرنسي جوليان ميني و " مسار في حقل الشعير " للمخرج الصيربي كوران ستانكوفيتش (تميز بطله الكهل بتشخيصه التلقائي الرائع) . وفيما يتعلق بأفلام المدارس خصصت صبحية اليوم الثاني من أيام المهرجان لعرض خمسة أفلام من إخراج طلبة خمس مؤسسات تدرس فيها السينما والفنون البصرية ، وفي نظري لم تكن هذه الأفلام مقنعة شكلا ومحتوى باستثناء فيلمين أفضلهما الفيلم الوثائقي " اعترافات " (17 د) من إخراج جماعي (سماح العيدوني وسناء زاهر وعمر سعدون وياسين بنعطية ومحمد العفيفي ) لطلبة كلية الآداب التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان (الماستر المتخصص في السينما الوثائقية) تحت إشراف وبتأطير من المخرج والمنتج الطنجاوي جمال السويسي والباحث والناقد السينمائي الدكتور حميد العيدوني وإنتاج الكلية، وهو فيلم يتحدث من خلاله المخرج اللبناني الأصل غسان سلهب عن جوانب من سيرته وأعماله السينمائية الوثائقية ، وفي المرتبة الثانية يأتي فيلم " ساكار " (11 د) من إنتاج المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش وإخراج باب عبدولاي سيك .