اختار موضوع المرأة والسينما ليس فقط من اجل الفرجة السينمائية او مشاهدة الأفلام الجديدة، بل اختار المهرجان الدولي لفيلم المرأة في دورته الثامنة المتخيل السينمائي. كما ركز على كون السينما وسيلة للنضال ضد الظلم واللامساواة والعداء والكراهية. لقد أتاح الفرصة للمشاهدة أولا حيث يتنافس اثنى عشر فيلما على الجوائز لأنه مهرجان سينمائي معتمدا على المرأة بصفة عامة التي أنجزت ثلثي الأفلام المشاركة في المسابقة. لهذا خصصت الدورة فقرة التكريمات لسينمائيات من الوطن العربي والعالم ككل كخديجة العلمي (منتجة) والزاهية الزهيري (ممثلة امازيغية) المغربيتان بالإضافة الى الممثلة المصرية وفاء عامر والمخرجة اليابانية ناومي كواسي. لقد اشتغلت عديد من المؤسسات الدولية المهتمة بحقوق الانسان حول المرأة منها فعاليات جمعوية وحقوقية مغربية والتي أعطت الكثير في هذا الباب. لكن مهرجان سلا سيضيف الى المجهودات المذكورة اشتغالا يتجلى في منتدى حول موضوع "صورة السينما النسائية من الإدانة الانفعالية الى التأسيس العقلاني للمناصفة" وهو من تنسيق الناقد السينمائي والأستاذ الجامعي ادريس القري. بالإضافة الى حوار السينمائيين تحت عنوان "نظرة متبادلة حول مسألة النوع في السينما" يتناول مقاربة الرجل والمرأة للسينما في صيغة التأنيث أو للمرأة في السينما حيث يلتقي فيها سعد الشرايبي المخرج المغربي مع سيمون بيتون وكاترين بواتفان الفرنسيتان يتخللها عرض لمقاطع من الأفلام. هذه التجربة التي يخوضها المهرجان الدولي لفيلم المرأة والتي لقيت استحسانا من طرف النقاد والسينمائيين والحقوقيين استطاعت ان تبني جسور التواصل بين السينمائي والحقوقي والإنساني والتربوي والثقافي والتشريعي سواء داخل الوطن او خارجه. بهذا تنفتح السينما على قضايا العالم مما يدفع بالمهتمين بشؤون المرأة الى متابعة فعاليات المهرجان والمشاركة الفعالة في هذا الحوار الدائر حول مقاربة النوع والذي يضيف أشياء جديدة في ارتباط مع الحقوق والحريات سواء منها الثقافية وخاصة السينما او المناصفة التي لا زالت محدودة للأسف. موضوع المرأة من خلال السينما وبها سيعم المدينة بأكملها ونواحيها. ولتسهيل التواصل وتحقيق اهداف المهرجان ارتأت ادارته اقتناء قاعة سينما الملكي بالمدينة العتيقة واصلاحها وتجهيزها باليات العرض السينمائي من اجل عرض الأفلام منها فيلم "نداء الدارالبيضاء" الوثائقي من اخراج روزا روجير من انتاج بريطاني. وهي مناسبة كذلك لتكريم فنانات وفنانين من المدينة في هذا الفضاء بالإضافة الى عروض الأفلام طيلة أيام المهرجان. كما خصصت الدورة المنعقدة من 22 الى 27 شتنبر 2014 فضاءات أخرى لتعميم المشاهدة كمركب سعيد حجي بسلاالجديدة لعرض أفلام سينما الضيف وهي الأفلام اللبنانية منها وأخرى مغربية سواء منها القصيرة كفيلم "الراعية" لفاطمة اكلاز والطويلة كفيلم "تاونزا" (الناطق باللغة الامازيغية) لمليكة المنوك. ومركب المنزه الخاص بعرض الفيلم المغربي القصير والطويل. ويستمر العرض بالقاعات الأخرى كمركب الدوليز وفضاء هوليود حتى تتاح الفرصة لاكبرعدد من سكان المدينة لمشاهدة الفيلم وتطارح قضايا المرأة بكل جدية من مدخل السينما. وللتواصل المعرفي والتقني مع السينما فتح المهرجان ورشات كتابة السيناريو لتمكين المشاركين من اكتساب فكرة واضحة عن كتابة السيناريو كما جاء في بلاغ المهرجان والمسار الواجب اتباعه انطلاقا من القصة ومختلف مراحل التطور الدرامي للشخصيات. هذا فتح فقط امام الشباب من تلاميذ وطلبة يتراوح أعمارهم ما بين 15 و20 سنة ومؤلفي قصص لم يتلقوا أي تكوين يؤطره كتاب سيناريو في صيغة التأنيث محترفين ومهنيين من المغرب بالإضافة الى الأجانب. هكذا يستطيع المهرجان ان يشتغل على قضايا كبرى تهم العالم ولا زالت لم تحقق بصددها دوليا تلك النتائج المنتظرة كالمناصفة على الصعيد العالمي. وسيساهم في بلورة النقاش بهذا الخصوص. كما ان المشاهدة ستعطي دفعة جديدة للتواصل مع قضايا المرأة بصفة عامة لما لها من دور في بناء المجتمع وتطوره. وما متابعة أفلام المسابقة وغيرها الا لبنة في صرح الحوار الحقيقي بين فعاليات المجتمع. هذا الحوار الذي يستمر مع مخرجي ومخرجات افلام المسابقة الرسمية الاثني عشرة وافلام العروض الخاصة ومع السينمائيات المكرمات.