اختارت جمعية النادي السينمائي لمدينة سيدي قاسم تطوير سينما الهواة والاهتمام بالسينما المغربية وتنشيط الساحة الثقافية بالمدينة. من هنا قررت تنظيم ملتقى السينما المغربية الذي وصل اليوم الى الدورة الخامسة عشر من 15 الى 18 ماي 2014 كما كان ولا زال يفكر في الفعاليات السينمائية المغربية من جمعويين و مهنيين للاحتفاء بمنجزاتهم وتكريمهم. وقد حظي محمد مزيان المخرج السينمائي بأول تكريم في تاريخ الجمعية وهو التقليد الذي دأبت عليه الى اليوم. لهذا تنوعت انشطة الدورة 15 لملتقى السينما المغربية بين التكريم والورشات التكوينية و الندوات والمعارض والإصدارات السينمائية الجديدة. حفل الافتتاح شهدت رحاب قاعة البلدية يوم الخميس 15 ماي 2014 حفل افتتاح الدورة 15 للسينما المغربية بتكريم الفنان والمربي جمال الدين راشيدي الذي حقه المخرج محمد الشريف طريبق كلمة سرد من خلالها تجربة علاقته مع الفنان المكرم ومستخلصا انه ذلك الانسان والمستشار الفني والصديق الحميم قادر على التحليل والحكي. وفي نفس السياق تناول الكلمة التهامي بوخريص الصحفي والسينمائي مشيرا الى ان هذا التكريم يدخل في اطار ثقافة الاعتراف لان المحتفى به يعتبر احد ركائز الثقافة المحلية فأصبح القدوة في المسرح وهو الذي يفتح النوافذ إذا أغلقت الأبواب مالئا الساحة بالعطاء دون ضوضاء واعتبره بوخريص رمزا للحركة الثقافية لكونه يخلق أشياء كثيرة من لا شيء. وقدم المحتفى به تحياته إلى كل السينمائيين وكل من يصنع الثقافة داعيا لهم الحماية من اللغط والتشويش. وشكر بالمناسبة معلمه الأول الذي قاده إلى السينما التي علمته ما لم تعلمه المدرسة. حضر هذا الحفل عدد كبير من الشخصيات كباشا المدينة ونائب وزارة التربية الوطنية بالإضافة إلى مخرجين سينمائيين ونقاد وصحافة وجمهور غفير من مدينة سيدي قاسم غصت به قاعة البلدية. وبالمناسبة قدم مدير المهرجان كلمة مقتضبة شكر فيها كل المدعمين من مؤسسات وفعاليات. مشيرا إلى كون الدورة قد نظمت مائة في المائة من أبناء المدينة. وقبل بداية عرض الفيلم تم تقديم لجنة تحكيم الفيلم الهاوي والتي يترأسها المخرج داود اولاد السيد وعضوية كل من فاطمة الزهراء أحرار وصلاح ديزان وإدريس القري الناقد السينمائي وموحى الموسوي التقني بالمركز السينمائي المغربي. وقدمت لجنة تحكيم دون كيشوط التابعة لجواسم بعضوية عبد العالي لخليطي عضو المكتب الجامعي للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب وعلى خدود رئيس سابق للنادي السينمائي سيدي قاسم وبوشتى المشروح عن جمعية نادي الامل الوطنية للثقافة والفن بفاس. ولتقديم فيلم الافتتاح "القمر الأحمر" تم استدعاء المخرج حسن بنجلون من طرف منشط الأمسية الفنية الناقد ميلود بوعمامة وتابع الجمهور عرض الفيلم الذي يحكي قصة حياة الموسيقار عبد السلام عامر والتي لعب دوره الفنان الموسيقي فتاح نكادي وسيناريو بشير قرمان. الورشات التكوينية دأبت جمعية النادي السينمائي ألا ان تستمر في تقليدها الجميل بخلق فرصة للراغبين في الاستفادة من اللغة السينمائية وتقنياتها. برمجت هذه السنة حصة للقراءة الفيلمية اطرها كل من الناقدين فرق زايد بوشتى و حسن وهبي الاول اشتغل على كيفية قراءة فيلم باعتماد طريقة التقطيع الفيلمي معتمدا احد افلام السينما اليابانية واشتغل الثاني على فيلم مغربي "200 درهم" لإبراز كيفية قراءة الفيلم وخصوصا كيفية الاشتغال على الفيلم واستعماله في الدرس من اختيار الفيلم المناسب ثقافيا تربويا الى الاعداد القبلي للعرض واستثمار في الدرس او التقويم. ومن جهة أخرى أستفاد الشباب الهاوي من ورشة التصوير التي أطرها الأستاذ محمد شرف بن الشيخ مستعينا بالآليات الخاصة بالتصوير وبالتاطير النظري. في حين استفاد شباب اخر من ورشة أفلام التحريك الثلاثي والتي أطرها المخرج الشاب جمال لمودن. وقد دامت الورشات التأطيرية طيلة صباح الجمعة 15 ماي 2014 وفي الزوال كذلك بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين وكذا بقاعة دار الشباب سيدي قاسم. وقد عبر جميع المشاركين في الورشات على أهمية التكوين واستمراره ودوامه في هذا الملتقى كما رفع الطلبة الأساتذة توصية إلى وزارة التربية الوطنية عبر نيابة التعليم بسيدي قاسم من أجل إدخال السينما كوسيلة تعليمة تعلمية في انتظار إدماجها ضمن المنهاج الدراسي كما هي في دول غير بعيدة عن وطننا. ليلة الشريط المغربي القصير شهد بهو القاعة الكبرى لبلدية سيدي قاسم عرض عشرة أفلام للهواة والمشاركة في المسابقة الرسمية (مسابقة محمد مزيان) بحضور جمهور مدينة سيدي قاسم ولجنة التحكيم والنقاد والصحفيين. وقد نشط الامسية الناقد ميلود بوعمامة بتقديم المخرجين والمخرجات قبل عرض أفلامهم. تلى ذلك عرض خاص لأربعة أفلام قصيرة وهي "موال" للمخرج الشريف طريبق والذي له علاقة خاصة مع هذا الملتقى. وقد لعب فيه الأستاذ المكرم جمال الدين راشيدي البطولة. ثم فيلم "يوم سعيد" لعبد السلام الكلاعي و"ألوان الصمت" للمخرجة أسماء المدير كأول تجربة سينمائية لها في الإخراج. ندوة "السينما وحقوق الانسان" قد يبدو للمتتبع أن الموضوع المثار في هذه الندوة تكرارا لما سبق. لكننا وبمتابعة دقيقة للعروض والنقاش. تأكد أن حقوق الانسان لا زالت لم تصل إلى الدراسة الدقيقة في علاقتها بالسينما و الفيلم المغربي. وفي هذا السياق نشط الأستاذ حمادي المنور عضو المكتب الوطني للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان الندوة طارحا الاشكالات الأساسية في الموضوع متمنيا الاجابة عنها. وبذلك أعطيت الكلمة للأستاد فريد بوجيدة متسائلا حول الحقوق وعلاقتها بالسينما في حين تناول الدكتور فؤاد قشاشي قضايا حقوق الأنسان انطلاق من مجموعة من التجارب ومنتقدا بعضها على تناولها غير الدقيق لموضوع حقوق الانسان. وهو الأمر الذي أثاره الناقد بوشتى فرق زايد بالقول على أن السينما لم تشتغل بجدية كبيرة على حقوق الانسان بل شوهت الموضوع والتناول كما ورد في عدد من الافلام التي أوردها كمثال على ذلك. واستمر النقد بمداخلة الناقد السينمائي ادريس القري الذي أشار إلى كون الاشتغال على الموضوع جاء في إطار الموضة التي تعرفها البلاد في الاشتغال على تيمة حقوق الانسان. لكن عددا كبيرا من المخرجين لم يشتغلوا على الموضوع في فترات سابقة كان من الضروري تناول تيمة الحقوق. أما الناقد حميد تباتو وهو الذي وضع أرضية الندوة فسيربط السينما بالحقوق في إطار الحق والحقيقة أي ما يجري في الواقع من حرمان السينمائيين من حقوقهم كما حصل للمخرج حكيم بلعباس الذي لم يتلقى الدعم من المسؤولين بحجة أو أخرى. كما عرض حالة المخرج داود اولاد السيد الذي عرف نفس الوضعية تقريبا واستمر في تعميق سؤال السينما وحقوق الانسان مما جعل النقاش يضيف أفكارا أخرى حول الموضوع ويعمق بالتالي الاسئلة المطروحة في الساحة السينمائية ارتباطا بحقوق الانسان سواء في شموليتها أو في تناول المخرج لموضوعها. حفل توقيع كتاب "أسئلة النقد السينمائي بالمغرب مقدمات نظرية" عرفت قاعة الخزانة البلدية مباشرة بعد ندوة السينما وحقوق الإنسان حفل توقيع كتاب الناقد نور الدين ولوت "أسئلة النقد السينمائي بالمغرب مقدمات نظرية" والذي قدمة الناقد حسن وهبي. حيث اشتغل الكاتب على ارتباط السينما بالفلسفة و الأدب و العلم والتقنيات في فصلين ليقدم في الفصل الثالث قراءة نقدية لمجموعة من النقاد كاشفا بعض العناصر غير المنسجمة في كتابابتهم وتحليلاتهم للأفلام ولواقع السينما المغربية كما اشتغل على كتابات محمد شويكة وحميد تباتو وفرق زايد بوشتى ونور الدين أفاية والعلوي. كما قدم نور الدين والوت تداعيات إصدار الكتاب ورمزية الغلاف وغير ذلك من المؤاخدات على بعض النقاد.وقد استقبل النقاد المعنيون بالبحث افكار وتحليلات نور الدين والوت بصدر رحب مما اثار اعجاب الحضور وخاصة السينمائي داود اولاد السيد لان مستوى النقاش كان رائعا وذا مستوى عال. ليتم توقيع الكتاب في أجواء ثقافية حميمية معززة بالصور المؤرخة لتلك اللحظة الجميلة. حفل الاختتام صعدت الممثلة سهام أسيف ووالدتها يوم السبت 17 ماي 2014 إلى خشبة قاعة البلدي بسيدي قاسم تحت تصفيقات عشاق الفنانة والإنسانة ليتلو الناقد أحمد سيجيلماسي في حقها كلمة مقتضبة أبرز من خلال مسار سهام أسيف السينمائي والتلفزي والفني عموما. وقد عبرت عن فرحتها بهذا التكريم من طرف جمعية النادي السينمائي لمدينة سيدي قاسم التي اعتاد القيام بهذا الفعل التكريمي كل سنة. وبعد ذلك انتقل الحفل الختامي إلى تقديم نتائج المسابقة الرسمية للفيلم القصير الهاوي من طرف لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج داود اولاد السيد والتي كانت كما يلي : الجائزة الأولى مناصفة بين فيلم "الراعية" للمخرجة فاطمة أكلاز وفيلم "حالة اكتئاب" للمخرج مراد خلو، أما الجائزة الثانية فعادت للمخرج محمد الحوري عن فيلمه "عرس الديب" في حين حصلت المخرجة نوري أزروال على الجائزة الثالثة بفيلمها "الفاكهة المحرمة" وعادت جائزة دون كيشوط التي تقدمها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب إلى مراد الخودي عن فيلمه "حالة اكتئاب" أنشطة للطفولة والشباب تم عرض مجموعة من الافلام السينمائية كفيلم "الطريق الى كابول" لإبراهيم الشكيري بحي الزاوية وبواسطة القوافل السينمائية وتم عرض أربعة أفلام قصيرة أخرى بدار الطالبة صحراوة وهي "الوان الصمت" لأسماء المدير و"ريكلاج" لهشام الركراكي وإدريس الكايدي ثم "موال" لمحمد الشريف طريبق و"فوهة" للمخرج عمر مول الدويرة. وبالقاعة الكبرى لدار الشباب تم تنظيم صبيحة سينمائية ترفيهية لفائدة الاطفال ، وبذلك استفاد جمهور كبير من أنشطة وفقرات السينما كل الفئات العريضة من السكان بمدينة سيدي قاسم كأطفال وشباب وطلبة وعشاق الفن السابع.