يشارك الفنان التشكيلي عادل الصافي حاليا، ضمن فعاليات الدورة ال 12 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بفاس، والذي ينظمه المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل حتى ال 20 من شهر ابريل الجاري. ويقدم الفنان ضمن هذا المعرض الدولي الكبير، لوحات تزهر بكثير من الحس التجريدي العميق، الذي يفضي بالمتلقي إلى طرح العديد من الأسئلة التي لا جواب لها ولا رد، في اشارة رمزية الى الحقيقة الهاربة التي تضطلع بها اللوحة التشكيلية الصافية. وتحاكي أعمال الفنان، في قراءة عاشقة خصوبة التراب في كينونة هذا العالم، حيث لون الأديم، يمنح لزوايا اللوحة نوعا من المسحة الشاعرية الرقيقة، التي تلغي كل الحواجز من اجل استنطاق عالم كله بلاغة غموض، وإبهام، وأسرار لا يعرفها الا الفنان. ان اللوحة التشكيلية لدى الفنان في هذا المقام، مساحات للضوء والنور، والظلال الداكنة، ورقعة بهية تفصح عن بصيص أمل في عالم تكثفنه غياهب الغموض والأحزان ووخز المواجع. لا أحد يستطيع ان يدرك البوح الذكي التي تقوله اللوحة التشكيلية لدى عادل الصافي، انها من وجهة نظر تأويل وديع، للون وحركة الريشة، ثنائية ضدية وشاعرية للأبيض والأسود، وبحث عن دلالات عميقة للون الداكن العتيق، كالذي نراه على مرايا الجدران والقصبات والأبواب الخشبية وما الى ذلك، وبهذا يقدم الفنان في اشارة موحية، صورة للون أصيل، يبعث بكل ما تحمله الكلمة من معنى على استنطاق رائحة شاعرية تفيض بها الألوان. ان اعمال الفنان في هذا المعرض الدولي، الذي يشارك فيه 72 فنانا يمثلون 25 دولة، مرايا لتميز الفن التشكيلي المغربي، الذي تختلف مدارسه واتجاهاته، فكان للصافي زاوية حلم خاصة، قدمت للمتلقي بفاس متعة بصرية مشبعة برائحة تجريدية، غاية في الحس السريالي الأنيق، حس يمنح للمتلقي قراءات وتأويلات مختلفة، حيث من خلالها تزهر فلسفة الأسئلة وبلاغة الأحلام.