هذا الليل صار يغتالني .. يُطوِّق العيون العَيِّنة في ركن من السبات اللعين ينفرد بالحلم كذبيحة إبراهيم يجرف تراب الجفون في فجِّ الوقت الأمين هذا الليل.. صار ينصهر لكشفه ذهبُ الحقيقة فضةُ الحجّة و نحاسُ الكيدِ المتين.. هذا الليل ينتشل العمامة و يصعد محراب العروبة كما خيالات الظل يتعاطى الوهم في ساعات متأخرة ليؤجر السلام بعقود واهنة كسلع مرجوعة ممسوسة بلعنة الاحتراق هذا الليل.. أشبع فاه الجحيم بمخاض ثورة عقيم أنجب بلد الزيتون أرض الكنانة و في عمق التأوه أيبسَ الأخضرُ أُجهِض آشورُ و ركدت رحم الوطن.. و لأنني الملحدة بطقوس الكلام أجلس على رصيف الليل حين السماء عاقدة الحاجبين لأخيط قميص يوسف حلمًا أسدله برموش المعجزة على ربيع العهد الجديد لأخيط قميص يوسف صلاةً تستجير من مواويل البهتان حين تترنم بألحانها كل اليعاسيب المقنعة.. و لأنني الملحدة بهمجية الحبر المتهم بارتكاب ذنب اللغو وجنحة اللهو والمحكوم بالسهو أعزف على وتر التدني خيبة الليل العتيدة و تبتيل أرواح مخمورة بنبيذ أسطورة ثورة و لأنني الملحدة بطقوس الكلام و بهمجية الحبر أعزف على وتر التمني نبوءات الفردوس عزاء على ضمائر منكوسة على رياح ليلٍ أصابه مسٌّ أوجاع مصلوبة و على الوتر سأظل أعزف لأوقظ الفجر من بقايا الصدى و أنفض عن وجه هذا الليل نحاس الكيد المتين ومرارة كابوس الندم..