عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان اليوم الاثنين، البلد الذي يمر بأزمة غير مسبوقة، في زيارة تستغرق يومين وجدول زمني مليء بالأحداث والمحادثات السياسية التي تهدف إلى رسم مخرج للبلاد. لكن اجتماعه الأول لم يكن مع رئيس الوزراء المكلف قبل ساعات، ولا مع السياسيين المتناحرين في البلاد أو نشطاء المجتمع المدني. بدلاً من ذلك، اختار ماكرون رؤية مغنية لبنان الأولى فيروز، وهي رمز وطني وأحد الشخصيات النادرة في لبنان المحبوبة والاحترام في جميع أنحاء البلاد، وهي من أشهر المطربين في العالم العربي ويعتبر صوتها بمثابة موسيقى تصويرية للبنان من أوج ازدهاره مرورا بصراعاته وحتى أحدث صدمة شهدها. المغنية المنعزلة، التي يمكن القول إنها الأكثر شهرة واحتراما في العالم العربي، تبلغ الآن 86 عاما ونادرا ما شوهدت علنا في السنوات الأخيرة. لكن العديد من اللبنانيين ما زالوا يبدأون يومهم بالاستماع إلى أغانيها ويستمرون في رؤيتها كشخصية موحدة في بلد يعاني من الصراع. ويجري الاحتفاء بفيروز، التي نادرا ما تتحدث لوسائل الإعلام مع أن أغنياتها تتردد عبر موجات الأثير من الرباط إلى بغداد، على أساس أنها كنز وطني ورمز للسلام يتجاوز الانقسامات القبلية والطائفية في لبنان وخارجه. بعد وصوله إلى مطار بيروت مساء الاثنين، توجه ماكرون مباشرة لزيارة فيروز في منزلها في الرابية شمال بيروت، بعيدًا عن وسائل الإعلام بناءً على طلبها. وقلّد ماكرون فيروز أرفع وسام فرنسي، وهو وسام جوقة الشرف من رتبة كوموندور (Commandeur)، في المقابل شكرته فيروز وقدمت له بدورها هدية تذكارية، قيل أنها لوحة فنية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.