المعروف تاريخيا أن ظهور النقد السينمائي ارتبط بظهور الأندية السينمائية التي كانت توفر شروطا معينة لمشاهدة ومناقشة الأفلام ذات القيمة الفنية والفكرية ، والمعروف كذلك أن جل الذين مارسوا أو لا زالوا يمارسون النقد والتنشيط السينمائيين ببلادنا قد تربوا في أحضان حركة الأندية السينمائية ، خصوصا بعد تأسيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب في مطلع السبعينات من القرن الماضي . فما هو واقع الممارسة النقدية السينمائية ببلادنا بعد تراجع عدد القاعات السينمائية وروادها وما طرأ على مشهدنا السينمائي والسمعي البصري من تحولات ؟ وهل يمكن الحديث عن خصوصية مغربية على مستوى الكتابة النقدية السينمائية ؟ والى أي حد ساهمت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في الدفع بعجلة النقد السينمائي الى الأمام ؟ وهل يمكن الحديث في المغرب عن نقاد سينمائيين محترفين يمارسون الكتابة النقدية بشكل منتظم عبر منبر أو منابر اعلامية متخصصة ؟ ولماذا لم ينجح المغاربة أفرادا ومؤسسات في احداث مجلات ورقية أو الكترونية محترمة ، متخصصة في الثقافة السينمائية بفروعها المختلفة ، مع ضمان استمراريتها ؟ والى متى سيظل النقد الشفوي مهيمنا داخل أوساط عشاق السينما ومتتبعي أخبارها ؟ ألم يحن بعد الوقت لتدوين أفكار وتحليلات أطر الأندية السينمائية القدماء ، المرتبطة بالأفلام ومبدعيها وببعض الظواهر السينمائية ، كتابة أو بالصوت والصورة ؟ ولماذا لا يتم احداث لجنة وطنية لدعم المنشورات والبرامج الاذاعية والتلفزيونية السينمائية ، من طرف المركز السينمائي المغربي ووزارتي الثقافة والاتصال وغيرهم ، كما يتم دعم انتاج الأفلام ورقمنة القاعات السينمائية المتبقية وتنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية ونشر الكتب الأدبية والثقافية وغير ذلك؟ هذه جملة من الأسئلة المرتبطة باشكالية النقد السينمائي المغربي سيتناولها بالتحليل والمناقشة نقاد و أطر من حركة الأندية السينمائية ، ممارسون للنقد السينمائي أو مهتمون به وبقضاياه المختلفة ، وذلك في اطار المائدة المستديرة التي سيحتضنها المركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء يوم الجمعة 6 شتنبر القادم ابتداء من الخامسة عشية ، ضمن برنامج الدورة الخامسة للجامعة الصيفية للسينما والسمعي البصري ، التي تنظمها من 4 الى 7 شتنبر 2013 بالدارالبيضاء والمحمدية ، الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب بشراكة مع المركز السينمائي المغربي ووزارة الاتصال ووزارة الشباب والرياضة ومجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى ومجلسي الجماعتين الحضريتين للبيضاء والمحمدية.