حل الممثل والكاتب إدريس الطلبي، مساء الثلاثاء الأخير، ضيفا على الخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة، وذلك من خلال اللقاء الشهري(أكسيون سات)، الذي يستضيف كل شهر نجوم السينما والمسرح والتلفزيون. واستعرض الفنان الطلبي في هذه التجربة التي يعدها الإعلامي المصطفى الصوفي، بهدف تقريب الفنانين ونجوم السينما إلى الجمهور، وخلق مزيد من التفاعل والحوار، جانبا من مسيرته الفنية التي انطلقت من دار الشباب “الزلاقة”، والتي شكلت المحطة الكبرى للإبداع والتألق والتواصل مع الجمهور. كما سلط الطلبي اخلال حديثه عن تجربته الفنية، الضوء على الكثير من الأسماء الفنية التي حملت الهم الفني بالمدينة، من أجل المساهمة في تأسيس نواة حقيقية للإبداع خاصة في المجال المسرحي، ثم بعدها السينمائي والتلفزيوني، وهو ما تأتى له من خلال مشاركاته الوازنة في العديد من الأعمال. ولفت الطلبي إلى أن ابنه المهدي حقق له حلم الولوج إلى المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، داعيا بالمناسبة إلى الاهتمام بمبدعي وفناني المدينة، التي تزخر بالكثير من الطاقات والمهرجانات أبرزها مهرجان السينما الإفريقية، وتجاوز الهامش الثقافي، والاهتمام أكثر بالفنان بدل تكريس ظاهرة الزبونية والعلاقات والصداقات في المجال الفني، والتصدي للوبي الفني. وطاف الفنان بالجمهور عبر مجموعة من الأعمال التي تألق فيها، منها مسرحية”المانيرا” عن قطار الشبح لفرناندو اربال لمحترف مسرح النهضة، والتي حازت على دعم الترويج من وزارة الثقافة عام 2005، ثم مسرحية”التعركيبة”، و”مشطة وقدم” لمحترف بيت المسرح، التي حصلت هي الاخرى على دعم وزارة الثقافة قبل أربع سنوات، وغيرها من الأعمال التي تألق فيه تمثيلا وتأليفا وسينوغرافيا. كما تحدث بالمناسبة التي قدم فيها الفنان مراد بتيل شهادة وازنة في حق المحتفى به، وشهدت عرض فيديو يوثق لجانب من مسيرته الفنية مع شهادات حية في حقه، عن تجارب مسرحية كثيرة، فضلا عن تجارب سينمائية، ومنها بالخصوص” خربوشة”، و”بولنوار” لحميد الزوغي و”القمر الأحمر” لحسن بنجلون، فضلا عن أعمال تلفزيونية عديدة وممتعة، كان آخرها سلسة”حديدان عند الفراعنة”، والتي لعب فيها دور القايد الصعايدي، وعرضت خلال شهر رمضان الأخير على القناة الثانية. وتطرق القصاص والزجال والمؤلف مسرحي والسيناريست خلال نقاشه مع الجمهور، إلى العديد من القضايا والهموم الفنية المؤرقة، التي يحملها الكاتب والفنان بشكل عام، ومنها بالخصوص، طريقة تسويق صورة الفنان، وسؤال الكتابة، وفحواها، ولمن، ولماذا؟، وانعدام الدعم، والتهميش الذي يعشيه الفنان في إطار مدن وفضاء الهامش، الذي يستدعي من الفنان عصا سحرية لإثبات ذاته، والبحث له عن قبص من النجومية والتألق على الصعيد الوطني والدولي. كما تم خلال النقاش المستفيض، ملامسة مواضيع مهمة، همت كذلك التظاهرت الثقافية والسينمائية التي تقام بإقليم خريبكة، ودور المجتمع المدني والإعلام في النهوض بالمجال الثقافي والفني، فضلا عن ضرورة تكريس نوع من المصالحة والتعاون، والعمل المشترك لإنتاج أعمال فنية مختلفة، خاصة ان المنطقة تزخر بمؤهلات ومواهب، وطاقات يجب توظيفها واستثمارها لتنمية الحقل الثقافي والفني عموما. وأتحف الطلبي الذي استحضر الكثير من ذكرياته السينمائية والمسرحية في المدينة خاصة مع الراحل محمد بصطاوي واخرين، الحاضرين بقراءة شيقة لقصائد زجلية ممتعة، كشفت القناع عن وجه آخر من اهتمامات وإبداعات هذا الفنان المتعدد المواهب، وبراعته في النظم، إلى جانب موهبته في التشخيص، والتأليف وكتابة السيناريو والإخراج وغيرها. يشار إلى أن ضيف(اكسيون سات) الناشط الجمعوي، والجائز على جواز عدة، والمكرم في كثير من المناسبات والمؤطر للكثير من الورشات الفنية، قد صدرت له مجموعة قصصية بعنوان” بين بين” بدعم من وزارة الثقافة، كما سيصدر له قريبا كتاب بعنوان” التغريبية الخريبكية وجوه وأماكن من تقديم الدكتور عثمان اقرا، فضلا عن ديوان زجلي بعنوان” فعلي يلقاني”، وسيرة بعنوان “ولد الفقيه”، وأعمال متنوعة أخرى يتركها مفاجأة للجمهور.