احتضن المركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء، يوم الأحد 26 ماي 2019، الجمع العام العادي للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) بحضور ممثلين عن عشرين ناديا وجمعية منخرطين في الجامعة وكل أعضاء المكتب الجامعي، باستثناء نادية بلقايد، التي أقعدها المرض عن الحضور، وثلة من قدماء أطر حركة الأندية السينمائية ببلادنا، من بينهم الأستاذ عبد الكريم الشيكر، وبعض المهتمين. في البداية رحبت مسيرة الجلسة الأولى من جلسات هذا الجمع العام أمينة الصيباري، نائبة رئيس جواسم، بكل الحاضرين وشكرت المدعمين لأنشطة الجامعة المختلفة والمتنوعة وذكرت بجدول أعمال هذا الجمع العام (قراءة التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما والمصادقة عليهما، إدخال تعديلات على القانون الأساسي لجواسم، استقالة المكتب الحالي وانتخاب مكتب جديد)، وقبل إعطاء الكلمة لرئيس الجامعة عبد الخالق بلعربي لتلاوة التقرير الأدبي ومن خلاله تقديم حصيلة أنشطة جواسم من ماي 2016 إلى ماي 2019، قرأ الحاضرون سورة الفاتحة ترحما على روح فقيد حركة الأندية السينمائية بالمغرب الأستاذ والمبدع محمد اعريوس (1959 – 2018). في كلمته شكر رئيس الجامعة بدوره كل الحاضرين، وعلى رأسهم ممثلو الأندية والجمعيات القادمين من مختلف المدن المغربية (فاس، ورزازات، إيموزار كندر، أكادير، سيدي قاسم، سيدي سليمان، بني ملال، ابن سليمان، القنيطرة، الدارالبيضاء، زرهون، جرسيف، مكناس، المحمدية، خريبكة)، ورحب بشكل خاص بجمعية إيسوراف للفن السابع من أكادير، التي تحضر لأول مرة هذا الجمع العام من خلال السيناريست عبد الله المناني والناقد مسعود بوكرن، وتمنى أن تعود عاصمة سوس إلى سابق عهدها كمعقل للسينفيليين وأنشطتهم السينمائية المختلفة. تضمن التقرير الأدبي (14 صفحة) جردا مفصلا لأهم الأنشطة التي نظمتها جواسم خلال ثلاث سنوات (1916 – 2019) يمكن تلخيص خطوطه العريضة فيما يلي: أولا، اتفاقية الشراكة بين جواسم واتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة وما تمخض عنها من أنشطة مشتركة من بينها تنظيم عروض لأفلام بعض أعضاء هذا الاتحاد ومناقشتها بحضور مخرجيها. انطلقت هذه العروض بالدارالبيضاء بفيلمين هما ” حلاق درب الفقراء ” للراحل محمد ركاب (بحضور ابنه المخرج يونس ركاب والممثل حميد نجاح) و” مسافة ميل بحذائي ” بحضور مخرجه سعيد خلاف، وتلتها عروض ومناقشات الأفلام التالية: ” موال ” لمحمد الشريف الطريبق و” القمر الأحمر ” لحسن بنجلون بالقنيطرة، ” رجاء بنت الملاح ” لعبد الإله الجوهري ببن سليمان… ثانيا، لقاءات فاس السينمائية بقاعة بوجلود ودار البطحاء بتعاون بين جواسم والمعهد الفرنسي بفاس. وقد عرضت ونوقشت في أجواء النادي السينمائي مجموعة من الأفلام المغربية بحضور مخرجيها ومن معهم: ” أفراح صغيرة ” لمحمد الشريف الطريبق، ” ريكلاج ” و ” نداء ترانغ ” و ” إيما ” لهشام ركراكي، ” رجاء بنت الملاح ” لعبد الإله الجوهري، ” الوشاح الأحمر ” لمحمد اليونسي، ” أندرومان ” لعز العرب العلوي، ” أوراق ميتة ” ليونس الركاب، ” الصوت الخفي ” لكمال كمال، ” عايدة ” لإدريس المريني، ” صمت الفراشات ” لحميد باسكيط، ” حياة ” لرؤوف الصباحي، ” نور في الظلام ” لخولة بنعمر أسباب. ثالثا، حضور جواسم وممثليها بأهم المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية المنظمة بالمغرب مع منح جائزة الأندية السينمائية: شاركت جواسم ومنحت جائزتها السينفيلية ” دون كيشوت ” أو ” جائزة الأندية السينمائية ” بالمهرجانات التالية: المهرجان الوطني للفيلم بطنجة (الدورات 18 و 19 و 20)، مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير (الدورات 16 و 18 و 19)، مهرجان تاصميت للسينما والنقد ببني ملال (الدورتان 3 و 4)، مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (الدورات 19 و20 و21)، المهرجان المغاربي للفيلم بوجدة… رابعا، الجامعة الصيفية للسينما بالبيضاءوالمحمدية: تم تنظيم ثلاث دورات من هذه الجامعة سنوات 2016 و2017 و2018. وقد شكلت كل دورة من هذه الدورات المنتظمة مناسبة للتكوين في مجالات السينما والسمعي البصري، من خلال الورشات التكوينية، وفرصة للإبداع والتباري بين الأندية السينمائية، من خلال مسابقة محمد ركاب للأفلام القصيرة، ولحظة للاستئناس بتقنيات التنشيط السينمائي، من خلال فقرة النادي السينمائي، وفضاء للتحاور والنقاش والتواصل وتبادل التجارب وتكريس ثقافة الاعتراف والاطلاع على جديد الاصدارات، من خلال الندوة الفكرية والماستر كلاس والتكريمات ومختلف اللقاءات الأخرى… خامسا، تأسيس المهرجان الدولي للسينما والمدينة بالدارالبيضاء وجهتها بشراكة مع مجلس جهة الدارالبيضاء- سطات: نظمت دورته الأولى سنة 2018، والاستعدادات جارية حاليا لتنظيم دورته الثانية في شتنبر القادم. سادسا، العديد من الأنشطة التي نظمتها بمختلف مدن المغرب أندية وجمعيات منخرطة في جواسم دون توثيقها في التقرير الأدبي، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المهرجانات والتظاهرات السينمائية التالية: مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب، مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية بالدارالبيضاء، الملتقى الوطني لسينما الهامش بجرسيف، المهرجان الجامعي للفيلم القصير بالقنيطرة، المهرجان المغاربي للفيلم بوجدة، مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير، مهرجان القصبة للفيلم القصير بورزازات، مهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر، مهرجان تاصميت للسينما والنقد ببني ملال … حصيلة مشرفة كما ونوعا: ويمكن إجمالا اعتبار هذه الحصيلة جد مشرفة كما ونوعا بالمقارنة مع حصيلة بعض المكاتب السابقة على سنة 2016، فرغم الإكراهات المتعددة التي واجهت المكتب المنتهية صلاحياته لم يكن التقرير المالي الذي تلاه أمين المال عز الدين كريرن كارثيا وإنما تحقق فائض طفيف في ميزانية السنوات الثلاث (2016- 2019) ولا زالت في ذمة جواسم ديون تقدر ب 146716 درهما بسبب تأخر توصلها بمبالغ دعم شركائها والمؤسسات العمومية التي تدعم بعض أنشطتها الفنية والثقافية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحصيلة الإيجابية ما هي إلا ثمرة مجهود أعضاء المكتب الجامعي والأندية التابعة لجواسم وتفانيهم جميعا في العمل وتضحياتهم المختلفة ونضاليتهم على واجهات عدة رغم كل العوامل المحبطة. إن الانسجام الحاصل بين أعضاء المكتب الجامعي ووعيهم جميعا بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل ضمان استمرارية هذا الإطار الوطني العتيد، من جهة، والبحث الدؤوب عن الوسائل الكفيلة بتطوير أدائه الجمعوي من جهة أخرى، هما العاملان الأساسيان اللذان دفعا بالجمع العام العادي ليوم الأحد 26 ماي 2019 بالدارالبيضاء إلى إعادة الثقة في أغلبية أعضاء المكتب السابق وتكليفهم بقيادة سفينة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية لمدة أربع سنوات أخرى. وما احترام مواعيد انعقاد الجموع العامة في عهد الرئيس عبد الخالق بلعربي إلا مؤشر على الجدية وتقدير المسؤولية. المكتب القديم/الجديد: بعد مناقشة التقريرين الأدبي والمالي تمت المصادقة عليهما بالإجماع، كما تم إدخال ثلاثة تعديلات على القانون الأساسي لجواسم صودق عليها بالإجماع كذلك، أولها تمديد ولاية المكتب المسير من ثلاث إلى أربع سنوات، وثانيها نقل مقر الجامعة من الرباط إلى الدارالبيضاء ثم تغيير عبارة ” بقرار تصادق عليه الأغلبية النسبية للأندية الأعضاء ” بعبارة ” بقرار يصادق عليه الثلثان من الأندية الأعضاء ” في الفصل 32 من الباب الثامن (مقتضيات مختلفة). وفي الختام قدم المكتب المنتهية صلاحيته القانونية استقالته وتم تشكيل لجنة ثلاثية الأعضاء برئاسة أحمد سيجلماسي، عضو سابق بالمكتب الوطني لجواسم، وعضوية عبد العزيز ثلاث (من جمعية النادي السينمائي بخريبكة) وعبد اللطيف بنقاسم (من جمعية النادي السينمائي سيدي قاسم) لتسيير جلسة انتخاب المكتب الجديد لجواسم من ماي 2019 إلى ماي 2023. في البداية تمت إعادة الثقة في الرئيس عبد الخالق بلعربي لولاية ثالثة عبر تصويت الأغلبية عليه، وتم تكليفه من طرف الجمع العام بمهمة اختيار تشكيلة المكتب الجديد. بعد مناقشات ومشاورات مع أعضاء المكتب السابق وأعضاء جدد في جلسة مغلقة، تم في جلسة ختامية الإعلان عن تشكيلة تمت تزكيتها والمصادقة عليها من طرف الجمع العام، وهي كالتالي: الرئيس: عبد الخالق بلعربي. نائبته: أمينة الصيباري. الكاتب العام: عبد الحق المبشور. نائبه: أحمد المصمودي. أمين المال: عز الدين كريرن. نائبه: الجيلالي بوجو. المستشارون: سارة حروف: مكلفة بالتكوين. عبد العالي لخليطي: مكلف بإعداد المشاريع. بوشتى المشروح: مكلف بالعلاقات الخارجية. إدريس اليعقوبي: مكلف بالإعلام والتواصل. امحمد بلمو: مكلف بالتوثيق. على سبيل الختم: تم اختتام التقرير الأدبي بالفقرة التالية: ” كان هذا جزءا فقط من أهم الأنشطة التي استطعنا تحقيقها جميعا، مكتبا جامعيا وأندية، بنضالية أطرنا ودعم أصدقائنا وشركائنا (أفرادا ومؤسسات)، مما أعطانا حضورا مشرفا على الساحة السينمائية ببلادنا. والجامعة الوطنية للأندية السينمائية، إلى جانب تأكيدها على تربية الذوق الجمالي وخلق شروط التمكن من مستلزمات الإبداع السينمائي، فهي مدعوة اليوم أكثر مما مضى للانتصار لقيم الحداثة والتقدمية ومفاهيم التنوير والإنسية حتى نكون حاضرين في خندق المشروع الثقافي الحداثي “.