شكل فيلم “طفح الكيل” للمخرج المغربي محسن البصري، الذي تم عرضه مساء اليوم الخميس بطنجة في إطار المهرجان الوطني للفيلم، صرخة استغاثة في وجه الواقع المر الذي يعيشه المجتمع. ويحكي الفيلم قصة ادريس الصياد الذي يرحل برفقة زوجته زهرة على عجل إلى الدارالبيضاء لإخضاع ابنها لعناية طبية، إذ لم يعد قادرا على تحمل الألم الذي يعاني منه منذ أسابيع، إلا أن الزوجين يجدان نفسيهما غير قادرين على توفير ما يلزم من المال لإجراء العملية. وبموازاة ذلك، يسلط الشريط الضوء على علي، شاب يقفز من أعلى جسر جراء اكتئاب مزمن، غير أنه ينجو من محاولة انتحار، فينقل إلى نفس المستشفى الذي يعالج فيه ابن إدريس، فتنشأ علاقة صداقة بينه وبين علي وأفراد عائلته، ليصبح مصير المريضين معا بين يدي طارق، الطبيب المخلص لمهنته والذي فضل البقاء في بلده الأم على الهجرة إلى كندا. وتناول محسن البصري، من خلال هذا الشريط، عدة علل تنخر جسد المجتمع المغربي منها على الخصوص الفقر والبطالة ويأس الشباب والحالة المزرية للمستشفيات والرشوة التي تسود بها، بالإضافة إلى خيبة الأمل التي يعيشها المغاربة المقيمون بالخارج الذين اختاروا العودة إلى وطنهم الأم. وانتهى فيلم “طفح الكيل”، الذي صفق له الجمهور الطنجاوي الغفير طويلا بعد نهايته، على إيقاعات موسيقية وكلمات أغنية بنفس غاضب، هي قصيدة للشاعر أحمد مطر تستهل ب: “ارفعوا أقلامكم .. طفح الكيل وقد آن لكم أن تسمعوا قولا ثقيلا .. نحن لا نجهل من أنتم غسلناكم جميعا .. وعصرناكم وجففنا الغسيل .. ارحلوا”. وعبر السينمائي المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته بالمشاركة في هذه الدورة ال20 للمهرجان الوطني للفيلم، وهي ثاني مشاركة له في هذه التظاهرة الثقافية. وأضاف أن الشريط يعالج قصة تكشف، من خلال صورة مصغرة للمجتمع، عن معاناة الفئات المجتمعية المختلفة. وقال إنه فيلم محمل بالمشاعر، وبالتالي من المفترض أن يشعر به المشاهد. وتعرف هذه الدورة مشاركة 15 فيلما في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، ويتعلق الأمر بأفلام “عاشوراء” للمخرج طلال السلهامي، و”هلا مدريد، فيسكا بارصا” لعبد الإله الجوهري، و”أنديكو” لسلمى بركاش، و”جمال عفينة” لياسين ماركو ماروكو، و”امباركة” لمحمد زين الدين، و”الميمات الثلاث، قصة ناقصة” لسعد الشرايبي، و”دقات القدر” لمحمد اليونسي، و”مواسم العطش” لحميد الزوغي. كما ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام “نذيرة” لكمال كمال، و”صوفيا” لمريم بنمبارك، و”التمرد الأخير” لجيلالي فرحاتي، و”سنة عند الفرنسيين” لعبد الفتاح الروم، و”طفح الكيل” لمحسن بصري، إلى جانب الشريطين الوثائقيين “حياة مجاورة للموت” للحسن مجيد و”نبض الأبطال” لهند بن صاري.