في إطار الأنشطة الثقافية لمهرجان السينما والمدينة ، في نسخته الأولى من 21 إلى 25 يوليوز 2018 ، يلقي الأستاذ نور الدين أفاية محاضرة بعنوان ” أسئلة المدينة والتخيل – الدارالبيضاء كما تحضر في السينما ” ، وذلك يوم الأحد 22 يوليوز الجاري ابتداء من العاشرة صباحا بمقر مجلس جهة الدارالبيضاء – سطات . فيما يلي الأرضية الفكرية لهذه المحاضرة الأولى من محاضرات المهرجان : يتعلق الأمر في هذه المحاضرة بمساءلة هل المدينة عبارة عن بنايات ، أو مجرد عملية ترتيب المكان لتأطير تحركات الإنسان أم أنها خليط بين ما هو ذهني وما هو مبني، ما هو متخيل وما هو فيزيقي؟ وكيف عمل السينمائيون المغاربة على تصوير حيوات الدارالبيضاء في أفلامهم؟ ولعل علاقة المدينة والسينما في المغرب تستدعي منا طرح سؤال التمدن والتخيل في الثقافة المغربية الحديثة، أي الاقتراب من نمط سلوك الفرد المغربي داخل المدينة وتحليل إيقاع حركته وموقفه من الآخر، ومن احترامه لمقاييس المدينة وشروط التعامل داخلها. كما يستوجب علينا هذا السؤال النظر في قدرة المبدع السينمائي، وتقديمها في شكل قصص وروايات تلتقط تفاصيل العلاقات الاجتماعية والعملية من خلال أساليب سينمائية مبدعة. والظاهر أن طرح أسئلة المدينة في الوقت الراهن، يفترض، بشكل من الأشكال، الاقتراب من مسألة التمدن بالمغرب، وهل استطاع المغربي، بحكم كون أغلبية السكان أصبحوا حضريين، أن ينتج سلوكات حضرية تتناسب مع منطق المدينة. كما أن الحديث عن السينما، بوصفها إبداعا حديثا، يستدعي منا التساؤل عن قدرة الفاعل السينمائي المغربي على الاحتكام إلى تخيله، وخلق أنماط سردية ساهمت وتساهم في تنشيط الحداثة الفكرية والجمالية. ولعل المهتم بالإنتاج السينمائي المغربي، يلاحظ أن لائحة الأفلام التي صورت في مدينة الدارالبيضاء تشكل أهم لائحة في الرصيد السينمائي المغربي. والأهمية، هنا لا تقتصر على كمية الأفلام المنجزة، وإنما تتعلّق بالقيمة النوعية النسبية لهذه الأفلام كذلك. يذكر أن المحاضر محمد نور الدين أفاية ، أستاذ الفلسفة الحديثة والجماليات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط ، مواكب لإنتاجات السينما المغربية نقدا وبحثا وتحكيما . وقد سبق له أن أصدر منذ ثلاثين سنة أول كتاب سينمائي مغربي بالعربية بعنوان ” الخطاب السينمائي بين الكتابة والتأويل ” (1988) ، وهو بالإضافة إلى كتبه الفكرية والتخصصية العديدة من قبيل ” الديموقراطية المنقوصة ، في ممكنات الخروج من التسلطية وعوائقه ” و” في النقد الفلسفي المعاصر ، مصادره الغربية وتجلياته العربية ” و” التواصل الخلافي ، في الهوية ، الديموقراطية والإبداع ” و” الوعي بالإعتراف ” ، ملم بالسينما وتاريخها وبأعمال مبدعيها الكبار الذين تحضر في أفلامهم المضامين الفكرية والتساؤلات الفلسفية ، ومطلع على كتابات الفلاسفة الذين انشغلوا بالسينما كموضوع للتفكير ، وله معرفة كافية بالسينما كفن وإبداع من خلال مشاهدة الأفلام ومناقشتها وتحليلها واتخاذها موضوعا للتفكير والتأمل ، زيادة على احتكاكه ببعض المبدعين السينمائيين المغاربة وغيرهم . تجدر الإشارة إلى أن البرنامج العام لمهرجان السينما والمدينة ، المنظم من طرف مجلس جهة الدارالبيضاء – سطات بشراكة مع وزارة الثقافة والإتصال تحت إشراف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ، يتضمن ، بالإضافة إلى هذه المحاضرة ، محاضرتين أخريتين ومسابقة جهوية للأفلام القصيرة وفقرات أخرى غنية ومتنوعة ، سيعلن عن تفاصيلها قريبا ، من بينها مسابقة دولية للأفلام الطويلة يترأس لجنة تحكيمها الدكتور حسن الصميلي وعروض أفلام مختلفة داخل وخارج المسابقات الرسمية وورشات تكوينية وتكريمات …