(1) كازا .. حين يحرقني شوقي أنحاز للسؤال .. أدثر القلب بالتراب و ماء الحياة . (2) أركض .. ووحدي ، تسبقني الأزقة .. الشوارع .. الممرات الضيقة .. ووجوه الباعة المفروشة على أرصفة الحلم . أركض .. وهذي المدينة -عروس ملطخة بالتراب / الغبار غسلتني بماء بكارتها حين اغتصب جلادوها صمت ليلي ذات إفطار . لم تحرقني أي مدينة كما أحرقتني مدينتي ساعة أودعت قلبي شوارعها ووشمت على جبيني أني و الضياع وجهان في دهاليز الانتظار . (3) كازا ، لسوق الحافرين خطوي من مطلع الحي الموشوم بفتوحات طفولتي إلى مربط الجزارين.. و حكايات أبا المراكشي في حلقته المسائية .. ها كل الليالي تهاوت على رأسي و كراسي مقاهي الساحة تتراقص بالعابرين و باعة السجائر و الوجوه الملوحة بأياديها كلما تقيأت الحافلات أجساد العائدين من تعب الضواحي المنسية . (4) أركض .. ووحدي ، تقرؤني المدينة سلامها الأحياء التي كانت لي ملجأ وتقاطعا مع الذات في حزني في فرحي في ساعة الانتشاء .. (5) تشدني على مرأى عين الذئاب نوارس وشمت وجوههن للرقص على حافة الشاطئ المستباحة رماله من هروب الومض إلى مطلع البياض، تزفني قصيدا أحرفه تحرق القلب و ترمي بانتسابي للبحر للغياب. (6) كازا .. هي وجهي المنتصبة عيناه في خلوة الحزن و ركضي في اتجاه السراب لم يبق لي فيها غير دوراني الملتوية خطاه و بضع أشعار ضاعت مني أختامها ذات شتاء.