نظمت جبهة كابول الديمقراطية ومؤسسة توفيق زيّاد للثقافة الوطنية والإبداع في نهاية الأسبوع الماضي بالجليل بفلسطينالمحتلة، ندوة أدبية حول إبداع الأديب والمفكرالفلسطيني الكبير غسان كنفاني ، وقد جاءت هذه الندوة احياء لذكرى استشهاد " الكنفاني" ال 40، حيث غصّ نادي الجبهة في كابول الذي عُقدت فيه الندوة بلفيف من المثقفين والكتّاب والمهتمين، وشارك فيها أديب أبو رحمون، رئيس مؤسسة توفيق زيّاد والناقد الأدبي محمد هيبي والشاعر مفلح طبعوني وتولى عرافتها باقتدار الناشط الثقافي فتحي هيبي متحدّثا عن الدور الرائد والطليعي الذي قام به كنفاني في المجالات الثقافيّة والأدبيّة والصحافية. اما السيّد أديب أبو رحمون فقد تحدّث عن دور مؤسسة توفيق زيّاد في نشر الثقافة الوطنية ، وتكريم المبدعين ، وأهميّة الجائزة التي أقرّتها المؤسسة على اسم توفيق زيّاد منذ سنوات ، وقد نالها عدد من الكتّاب والمبدعين. وأشار أن المؤسسة أحيت بهذه المناسبة بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية في محافظة جنين قبل مدة قصيرة ندوة حول احياء ذكرى كنفاني ، وأضاف : أذكر ذلك من أجل أن أحث مؤسساتنا ومراكزنا الثقافيّة على مواصلة الاهتمام بمبدعينا سواء بالاحتفاء بأدبهم وفنّهم ، أو بتكريمهم ، أو بنشر ابداعهم وفكرهم. ثم قدّم الناقد الأدبي محمد هيبي دراسة شاملة عن مختلف الجوانب الأدبية والفكرية والإبداعيّة عند غسان كنفاني الذي نتذكره اليوم بعد مرور 40 عاما على استشهاده، وقال: غسان كنفاني هو أول من أوجد مصطلح "شعر المقاومة" الذي أطلقه على شعر الشعراء الفلسطينيين الذين ساهموا وما زالوا يساهمون في ثورة شعبهم ورسم طريقه نحو المستقبل، إلا أن الجزء الأهمّ في نظري، هو مشروعه الفكري والأدبي الذي تمحور في المشروع الروائي، وأضاف: كتب غسان عددا من الروايات، أتمّ بعضها وترك بعضها ناقصا لم يتمّه بسبب اغتياله. كل هذه الروايات، التامّة والتي لم تتمّ، موجودة في كتاب آثاره الكاملة الصادر بعد اغتياله عام 1972. الروايات التي أتمّ كتابتها أربع روايات هي: "رجال في الشمس" (1964)، "ما تبقى لكم" (1966)، "أم السعد" (1969) و"عائد إلى حيفا" (1969). ثم قدّم شرحا وتحليلا وافيا حول عدد من أعمال "الكنافي" الرّوائية ، استقبله الحضور باهتمام لافت. بعد ذلك تحدّت الشاعر مفلح طبعوني عن أهميّة عقد هذه اللقاءات الأدبيّة والندوات الثقافيّة لما تبثّه من توعية خاصة عند جيل الشباب، ثم ألقى قصيدة بعنوان: إلى توفيق زَيَّاد الحاضِرِ الْغائِبِ ، جاء فيها: دَمُ مَنْ هٰذا النَّازِفْ/ مِنْ بَوَّاباتِ الْقُدْسِ لِشَمْسِ أَريحا/ دَمُ مَنْ دَمُّكَ أَمْ دَمُنا؟!!/ دَمُّكَ أَمْ دَمُها؟!!... قابلها الحضور بالكثير من الاستحسان والتّصفيق. تخلّلت الندوة معزوفات موسيقيّة لأناشيد وطنيّة وأغان ملتزمة مثل: "موطني" الذي كتبه شاعر فلسطين ابراهيم طوقان "والأرض تتكلم عربي" قدّمها وليد ومحمد خالد هيبي اللذان دلا على موهبة تبشّر بالخير.