لا يزال إغلاق معبر حدودي شمالي المغرب يثير الجدل بالمملكة، حيث يطالب نشطاء بعدم فتحه مجددا، معتبرين أن المستفيد من ذلك هي مافيا التهريب، فيما يدعو آخرون لفتحه باعتباره يوفر فرص عمل لعدد من المواطنين. و »باب سبتة »؛ معبر حدودي يقع بالمدينة الخاضعة للسيادة الإسبانية، ويفصل بينها وبين المغرب، وأغلقته مدريد منذ أكتوبر الماضي، ولم تفتحه حتى الآن. وانتقد مرصد الشمال لحقوق الإنسان ما أسماه « الضغط الإسباني لفتح معبر باب سبتة أمام التهريب المعيشي ». ولفت المرصد في بيان له، إلى أنه يتابع ما وصفه ب »الضغط الذي تمارسه السلطات الإسبانية بسبتة، منذ أكثر من شهر؛ بهدف إعادة فتح هذا المعبر المتخصص في التهريب، وذلك بترويج حكايات وقصص وفيديوات وأخبار مزيفة ». وجدد رفضه إعادة فتح ما وصفه ب »معبر الذل والموت في وجه التهريب الذي تستفيد منه سلطات المدينةالمحتلة بالدرجة الأولى من خلال إنعاش اقتصادها، وإغراق السوق المغربية ». وحذر من أن « المستفيد من فتح هذا المعبر هي مافيا التهريب، عبر استغلال مآسي نساء ورجال وشباب الذين دفعتهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبطالة إلى المخاطرة بأرواحهم وسلامتهم بمقابل زهيد ». ودعا المرصد إلى ضرورة تنمية المنطقة من خلال توفير بدائل حقيقية للتهريب. في المقابل، طالب نشطاء حقوقيون بفتح المعبر الحدودي لكونه يوفر فرص عمل للمواطنين. ودعا الناشط الحقوقي كريم أولاس، في تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك »، إلى ضرورة فتح المعبر، مشيرا أنه يوفر مواطن شغل للسكان. وقال إن « ممتهني التهريب المعيشي يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام باب سبتة، الثلاثاء المقبل، للمطالبة بفتح المعبر ». ويمتهن مئات المغاربة تهريب السلع من مدينتي « سبتة » و »مليلية » الخاضعتين للإدارة الإسبانية إلى باقي المدن داخل المغرب؛ حيث يعملون على حمل أكياس ضخمة مُحملة بالبضائع الإسبانية فوق ظهورهم لإدخالها إلى الأراضي المغربية وبيعها. وتخضع « سبتة »، على غرار « مليلية »، إلى الإدارة الإسبانية، رغم وقوعهما في أقصى شمالي المغرب. وتعتبرهما الرباط بأنهما « ثغران محتلان » من طرف إسبانيا التي أحاطتهما بسياج من الأسلاك الشائكة يبلغ طوله نحو 6 كلم.