قبلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الأربعاء 14 أغسطس/آب الجاري، ملفات 26 مرشحا، من أصل 97 ملفا، للتنافس في انتخابات رئاسية، تُجرى جولتها الأولى في 15 سبتمبر/ أيلول المقبل. يتنافس هؤلاء في انتخابات كانت مقررة في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لكن تم تبكيرها إثر وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي (92 عاما)، في 25 يوليو/ تموز الماضي. وتُجرى الحملة الانتخابية بين 2 و13 سبتمبر/ أيلول المقبل، وبعد يوم صمت انتخابي، يقترع الناخبون في 15 من الشهر نفسه، على أن تُعلن النتائج الأولية في 17 من ذلك الشهر. وفي حال إجراء جولة ثانية، فسيتم التصويت قبل 3 نوفمبر/ تشرين ثانٍ المقبل، بحسب هيئة الانتخابات. وينتمي المرشحون لتيارات سياسية وفكرية متنوعة، وبينهم مسؤولون حاليون وسابقون، في بلد ينظر إليه على أنه التجربة الديمقراطية الوحيدة الناجحة بين دول عربية شهدت ثورات شعبية أطاحت بأنظمتها الحاكمة، ضمن ما يُعرف بالربيع العربي، بداية من أواخر 2010. **3 رؤساء حكومة بين المرشحين رؤساء سابقون للحكومة يحلمون ببلوغ قصر قرطاج (الرئاسة). – حمادي الجبالي (70 عاما- مهندس) شغل منصب رئيس حكومة بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي (أكتوبر/ تشرين أول 2011)، بين ديسمبر/ كانون أول 2011 ومارس/ آذار 2013، عقب اغتيال المعارض اليساري، شكري بلعيد، في 6 فبراير/ شباط 2013. إثر مغادرته رئاسة الحكومة استقال الجبالي من منصب الأمين العام لحركة « النهضة » (إسلامية)، التي تحمّل فيها مسؤوليات عديدة منذ نهاية السبعينيات. ثم انسحب من الحركة/ في ديسمبر/ كانون أول 2014. وترشح للانتخابات الرئاسية بصفته مستقلًا. – مهدي جمعة (57 عاما- مهندس) تولى رئاسة الحكومة بين يناير/ كانون ثانٍ 2014 وفبراير/ شباط 2015. شغل منصب وزير الصناعة بحكومة علي العريض (النهضة)، إثر حوار وطني قاد إلى حكومة الترويكا (ائتلاف بين أحزاب النهضة، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والمؤتمر من أجل الجمهوري). وأسس في مارس/ آذار 2017 حزب « البديل التونسي » (وسط)، وترشح باسمه لانتخابات الرئاسة. – يوسف الشاهد (44 عاما– أستاذ جامعي في الفلاحة) يشغل حاليًا رئاسة الحكومة. قبل دخوله حزب « نداء تونس » (ليبرالي)، وتكليف السبسي له بحل نزاعات نشبت داخل الحزب في 2015، لم يكن الشاهد معروفًا بين السياسيين في تونس. في أغسطس/ آب 2016، كلفه السبسي برئاسة الحكومة، باعتباره من قيادات الحزب الفائز بانتخابات 2014. إلا أن خلافًا نشب بينه وبين نجل السبسي، المدير التنفيذي للحزب، حافظ قايد السبسي، عام 2018، ما دفع الشاهد إلى مغادرة الحزب، وتأسيس حزب « تحيا تونس »، الربيع الماضي. بحسب مراقبين، لم يكن بإمكان الشاهد البقاء في رئاسة الحكومة لو دعم حركة « النهضة » له، بعد أن طالب الرئيس السبسي بإقالته، العام الماضي. ** عبد الكريم الزبيدي (69 عاما- طبيب) شغل منصب وزير الصحة بعهد الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي (1987: 2011)، الذي أطاحت به ثورة شعبية عام 2011. أصبح وزيرًا للدفاع بحكومة محمد الغنوشي (يناير/ كانون ثانٍ 2011)، وحكومة السبسي (مارس/ آذار 2011- ديسمبر/ كانون أول 2011) ، وحكومة الجبالي حتى 1 مارس/ آذار 2013. وفي سبتمبر/ أيلول 2017 عيّنه الشاهد وزيرا للدفاع مرة أخرى. يحظى الزبيدي بدعم كل من « نداء تونس »، بقيادة حافظ السبسي، وحزب « آفاق تونس » وأطراف أخرى تقول تقارير إعلامية إنها نافذة وتمثل لوبيات سياسية ومالية وجهوية مناهضة للثورة، فضلا عن أوساط إقليمية مناهضة أيضًا للثورة. ** 6 قيادات « ندائية » سابقة تبرز كتلة من قيادات سابقة ب »نداء تونس » ترشحت للانتخابات بصفة مستقلة أو باسم أحزاب أسستها بعد مغادرة « النداء »، منذ اندلاع أزمة الحزب، في 2015 وحتى بدايات العام الحالي. – محسن مرزوق (54 عاما– باحث اجتماعي) نشط في صفوف أقصى اليسار الماركسي بالجامعة، في الثمانينيات، وقاد حملة السبسي الانتخابية، في 2014، ثم شغل منصب مدير الديوان الرئاسي. تولى منصب أمين عام « نداء تونس »، قبل أن يغادر الحزب، ليؤسس حركة « مشروع تونس »، في مارس/ آذار 2016، ثم يترشح عنها لانتخابات الرئاسة. – سلمى اللومي الرقيق (63 عاما- سيدة أعمال) شغلت منصب وزيرة السياحة بحكومتي الحبيب الصيد والشاهد حتى نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي، عندما تم تعيينها مديرة لديوان الرئيس السبسي. استقالت من الرئاسة، في مايو/ أيّار 2019، لترأس حزب « نداء تونس »، الذي كان يمر بأزمة. ثم استقالت من الحزب، في 23 يونيو/ حزيران الماضي، لتؤسس حزب « حركة الأمل »، وتترشح باسمه للانتخابات. – سعيد العايدي (58 عاما) عاد من فرنسا، في يناير/ كانون ثانٍ 2011، حيث كان يعمل في شركات عالمية، ليتولى منصب وزير التشغيل بحكومة الغنوشي، يناير/ كانون ثانٍ 2011، وحكومة السبسي، حتى ديسمبر/ كانون أول 2011. ثم انخرط، في فبراير/ شباط 2012، في الحزب الجمهوري، بقيادة الراحلة مية الجريبي، قبل أن يتحول، في خريف 2013، إلى « نداء تونس ». إثر انتخابات 2014 تم تعيينه وزيرا للصحة بحكومة الصيد. جمّد عضويته في المكتب السياسي ل »نداء تونس »، منذ يناير/ كانون ثانٍ 2016، وأسس في أكتوبر/ تشرين أول 2017، حزب « بني وطني »، ثم ترشح عنه للرئاسة. – ناجي جلول (72 عاما- أستاذ جامعي في الآثار الإسلامية) نشط في التنظيمات الشيوعية بالجامعة في السبعينيات، ثم بالحزب الجمهوري، عام 2012، قبل أن ينضم ل »نداء تونس »، في فبراير/ شباط 2014. شغل جلول منصب وزير التربية بحكومة الصيد، في فبراير/ شباط 2015، وأقيل من حكومة الشاهد، في أبريل/ نيسان 2017؛ إثر خلافات حادة مع نقابات التعليم. تم تعيينه مديرًا للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية (تابع للرئاسة)، وأصبح، في أبريل/ نيسان الماضي، أمينًا عامًا ل »نداء تونس »، لكنه استقال في 24 يونيو/ حزيران الماضي، وترشح لاحقًا للانتخابات الرئاسية بصفته مستقلًا. – نبيل القروي (56 عاما) يُعرف بأنه رجل إعلام يمتلك مجموعة « قروي اند قروي » للإعلام والإعلان، وأطلق قناة « نسمة »، في 2007. من منتسبي حزب « نداء تونس »، وظل فيه ثلاث سنوات، قبل أن يغادره. نشط في العمل الخيري، عبر جمعية « خليل تونس »، ثم غادرها. ترشح للانتخابات ممثلًا لحزب « قلب تونس »، الذي تأسس في يونيو/ حزيران الماضي. ** اليسار الماركسي والعروبي – حمة الهمامي ( 67 عاما) المتحدث باسم الجبهة الشعبية. ترشح مستقلا للانتخابات، بسبب انقسام الجبهة جراء خلافات داخلية. يترشح للرئاسة للمرة الثانية، بعد أن احتل، عام 2014، المرتبة الثالثة بعد السبسي ومحمد المنصف المرزوقي، ب7.8 بالمائة من الأصوات. والهمامي سجين سياسي سابق في نظامي الحبيب بورقيبة (1957: 1987) و »بن علي »؛ بسبب نشاطه السياسي المعارض في صفوف تنظيمي « العامل التونسي » و »حزب العمال الشيوعي التونسي ». – لمنجي الرحوي (56 عاما) قيادي بحزب « الوطنيين الديمقراطيين الموحد »، وذو خلفية ماركسية لينينية، ويترشح باسم حزب « الجبهة الشعبية ». – عبيد البريكي (62 عاما) نقابي سابق في الاتحاد العام التونسي للشغل، وشغل منصب وزير الوظيفة العمومية بحكومة الشاهد، بين أغسطس/ آب 2016 وفبراير/ شباط 2017. والبريكي من قياديي حركة الوطنيين الديمقراطيين الماركسية اللينية، وترأس مؤتمرها التوحيدي مع حزب العمل الوطني الديمقراطي، عام 2012. أسس البريكي، العام الماضي، حركة « تونس إلى الأمام »، وترشح باسمها. – أحمد الصافي سعيد (66 عاما- كاتب) كتاب صحفي وروائي عاش فترته الطلابية في الجزائر، ونشط بصفوف اليسار، وعايش في لبنان بداية الحرب الأهلية (1975: 1990). من قادة الرأي في تونس، إذ يتمتع بحضور إعلامي مميز، ويحظى بدعم حركة « الشعب » الناصرية، وحصل بانتخابات الرئاسة 2014 على 0.80 بالمئة من الأصوات. وترشح مستقلًا للانتخابات المقبلة. ** اجتماعيون ديمقراطيون – محمد المنصف المرزوقي (74 عاما – أكاديمي سابق) طبيب تولى رئاسة تونس بين ديسمبر/ كانون أول 2011 حتى الشهر نفسه من 2014. مناضل حقوقي وسياسي عارض نظام « بن علي »، وعاد من منفاه في باريس بعد ثورة 2011. شارك في الانتخابات الرئاسية الماضية في الدور الثاني ضد السبسي، وخسر بحصوله على 44.32 بالمائة من الأصوات، مقابل 55.68 بالمائة لمنافسه. يعتبر المرزوقي نفسه يساريًا عروبيًا يختلف مع اليسار السائد، ولا مشاكل له مع الإسلاميين، خاصة حركة « النهضة ». ترشح للانتخابات باسم حزب « حراك تونس الإرادة »، الذي أسسه في ديسمبر/ كانون أول 2015. – محمد عبو (53 عاما – محام) نشط قبل ثورة 2011 في حزب « المؤتمر من أجل الجمهورية »، الذي كان يقوده المرزوقي، وشغل منصب وزير الوظيفة العمومية بحكومة الجبالي، ثم استقال في يونيو/ حزيران 2012. انشق عبو، في مايو/ أيار 2003، عن حزب المؤتمر، ليؤسس حزب « التيار الديمقراطي » (وسط يسار اجتماعي)، ويتولى منصب أمينه العام، ثم ترشح عنه للرئاسة. – إلياس الفخفاخ (47 عاما- مهندس) نشط بعد الثورة في حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وشغل منصب وزير السياحة بحكومة الجبالي (2011: 2013)، ووزير المالية بحكومة العريض (2013: 2014). والفخفاخ مرشح للانتخابات عن حزب التكتل، الذي أسسه الرئيس السابق للمجلس الوطني التأسيسي (برلمان مؤقت)، مصطفى بن جعفر، ضمن أحزاب الاشتراكية الدولية. ** إسلاميون – عبد الفتاح مورو (71 عاما) إضافة إلى الجبالي، يعتبر مورو من أبرز المرشحين للرئاسة المحسوبين على التيار الإسلامي. ومورو من مؤسسي حركة « النهضة »، نهاية الستينيات، برفقة رئيسها الحالي، راشد الغنوشي. وهو محامٍ، وشغل منصب قاضٍ في السبعينيات، ثم استقال منه، وهو حاليًا رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) بالنيابة، بعد أن أصبح رئيسه محمد الناصر رئيسًا مؤقتًا لتونس، بعد وفاة السبسي. سُجن مورو في عهد بورقيبة واعتقل لفترة وجيزة عام 1991 خلال حكم « بن علي »، ثم أوقف نشاطه السياسي، وعاد بعد الثورة، حيث ترشح مستقلًا لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي، في أكتوبر/ تشرين أول 2011، لكنه لم يفز. عاد مورو إلى « النهضة »، بعد مؤتمرها التاسع، 2012، ليشغل منصب نائب رئيس الحركة. نجح في الانتخابات التشريعية، 2014، ضمن قائمة « النهضة »، ويخوض الانتخابات الرئاسية مرشحًا عن الحركة. – حاتم بولبيار (48 عاما – مهندس) ترشح بولبيار مستقلًا لانتخابات الرئاسة. انتمى بعد الثورة لحركة « النهضة »، وشغل عضوية مجلس الشورى التابع لها، بعد المؤتمر العاشر للحركة، في 2016. استقال نهاية يوليو/ تموز الماضي؛ احتجاجًا على اختيارات الحركة بشأن قوائم الانتخابات التشريعية، في 6 أكتوبر/ تشرين أول المقبل. – الهاشمي الحامدي (55 عاما – إعلامي ورجل أعمال) نشط بصفوف « النهضة » في الثمانينيات (الاتجاه الإسلامي آنذاك)، ثم استقال منها في التسعينيات. يعيش في بريطانيا، منذ أن غادر توتس هربا من ملاحقات أمنية، عام 1986، عندما كان قياديا طلابيا. خاض الانتخابات الرئاسية 2014، وحل رابعًا ب5.7 بالمائة من الأصوات. ترشح الحامدي، وهو يملك قناة خاصة تبث من لندن، للانتخابات عن « تيار المحبة » (محافظ). – « تيار الثورة » – قيس سعيد (59 عاما- أستاذ قانون بجامعة تونس) ظهر على الساحة السياسية بعد الثورة كمستقل يناصر أهداف الثورة، ويدعو إلى القطيعة مع المنظومة القديمة، أي نظام « بن علي ». وترشح مستقلًا لانتخابات الرئاسة. – سيف الدين مخلوف (44 عامًا – محامٍ) برز بدفاعه عن أهداف الثورة ومناهضة المنظومة القديمة، ويخوض الانتخابات المقبلة مستقلًا. – محمد لطفي المرايحي (60 عاما– طبيب) ترشح للانتخابات الرئاسية عن حزب « الاتحاد الشعبي الجمهوري » (وطني اجتماعي). ويدعو المرايحي إلى التشاركية ومقاومة الفساد. ** عبير موسي.. (44 عاما- محامية) شغلت منصب أمينة عامة مساعدة مكلفة بالمرأة في « التجمع الدستوري »، وهو حزب « بن علي »، وتم حله بعد الثورة. برزت عبر خطابها المناهض للثورة وحركة « النهضة ». تقود « الدستوري الحرّ »، وهو حزب أسسه بعد الثورة رئيس الحكومة الأسبق، حامد القروي. ** مستقلون – عمر منصور (61 عاما – قاضٍ) شغل منصب وزير العدل بحكومة الصيد (2015: 2016)، كما شغل منصب محافظ مدينة تونس عامي 2016 و2017. – محمد الصغير النوري (69 عاما- أستاذ اقتصاد) من محافظة سيدي بوزيد (وسط)، التي انطلقت منها في ديسمبر/ كانون أول 2010، شرارة الثورة ضد « بن علي ». – سليم الرياحي.. (47 عاما- رجل أعمال) برز اسمه كرجل أعمال وسياسة بعد الثورة، عندما أسس حزب « الاتحاد الوطني الحر »ّ (ليبيرالي)، وحصد 16 مقعدا في الانتخابات التشريعية 2014، ليكوّن ثالث أكبر كتلة برلمانية بعد « نداء تونس » و »النهضة ». والرياحي من أسرة تونسية لجأت منذ 1980 إلى ليبيا، نتيجة ميول والده القومية المعارضة لنظام بورقيبة. حصل الرياحي على 5.55 بالمائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية 2014. يعيش حاليًا بالمهجر بعد إثارة قضايا فساد وتبييض أموال ضده في تونس، مما دفعه إلى تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية عبر محاميه. وذلك العدد من المرشحين، 26 مرشحا، هو أقل ممن قبلت هيئة الانتخابات ملفاتهم للاستحقاق الرئاسي، عام 2014، وكانوا 27 مرشحا.