قالت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده في تركيا العام الماضي، يوم أمس الخميس 16 ماي انها لا يمكنها تصديق أن أحدا لم يواجه عواقب جادة بشأن الجريمة حتى الآن. وفي حديث للجنة العلاقات الخارجية الفرعية بمجلس النواب الأمريكي، قالت جنكيز »لا أستطيع أن أفهم أن العالم لم يفعل شيئا بعد حيال هذا ». وفي شهادة مشحونة بالمشاعر أمام جلسة عن حرية الصحافة العالمية وأخطار التغطية المتعلقة بحقوق الإنسان، أشارت إلى أنها لا تزال غير قادرة على تفهم الأمر « ليس بوسعي الفهم بعد »، مضيفة « ما زلنا لا نعرف لماذا قُتل. نحن لا نعرف أين جثته ». وطالبت جانكيز بفرض أقسى العقوبات على المملكة العربية السعودية ودعت واشنطن إلى الضغط من أجل إطلاق سراح السجناء السياسيين المحتجزين في المملكة، مشيرة إلى أنها أتت إلى واشنطن آملة في الحصول على المساعدة واستثارة رد فعل أقوى تجاه مقتل خطيبها. وذكرت جنكيز أن الرئيس دونالد ترامب دعاها إلى البيت الأبيض قبل أشهر، لكنها لم تأت لأنها لم تكن واثقة من استجابته. وأضافت للجنة الفرعية « أعتقد بأننا نختار بين أمرين… فإما أن نستمر وكأن شيئا لم يحدث … أو يمكننا التحرك وأن ننحي جانبا كل المصالح سواء كانت دولية أو سياسية ونركز على قيم حياة أفضل ». وناشدت جنكيز العدالة في قضية مقتل خاشقجي، واصفة الولاياتالمتحدة بأنها « حصن » لحماية حرية الفكر وحقوق الإنسان. ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق. وسبق أن قاوم ترامب فرض عقوبات على السعودية التي تعتبر شريكا مهما في الشرق الأوسط وثقلا موازنا لإيران. وكانت جنكيز آخر شخص يرى خاشقجي، الذي كان حاصلا على إقامة في الولاياتالمتحدة ويكتب بصحيفة « واشنطن بوست »، قبل أن يدخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر للحصول على أوراق لزواجهما المرتقب. ولم يخرج خاشقجي من مبنى القنصلية، حيث قتله فريق من 15 عنصرا سعوديا وقطعوا أوصاله مما أثار غضبا دوليا. وكان خاشقجي مطلعا على بواطن الأمور في الديوان الملكي قبل أن يصبح منتقدا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.