لم يقف عمرها الصغير حاجزا أمام تفوقها وتألقها في « تحدي القراءة العربي لعام 2018″، حين ظفرت بالجائزة أمام منافسين من دول مختلفة يكبرونها بسنوات. جسدت الطفلة مريم أمجون، 9 أعوام، الأمل في جيل عربي قارئ متعلم ومفكر، وخطفت العقول والقلوب مؤخرا، بفوزها بالمسابقة التي أسدل الستار على فعالياتها الثلاثاء قبل الماضي ب'أوبرا دبي'. في 30 أكتوبر المنصرم، أعلن فوز مريم بالمسابقة، التي شارك بها في دورتها الثالثة هذا العام 10.5 مليون طالب وطالبة من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف ال 12 من 44 دولة حول العالم. وتفوقت مريم، الطالبة في الصف الرابع الابتدائي، على 597 ألف متسابق في المغرب يمثلون 2612 مؤسسة تعليمية، و16 متسابقا في الدور نصف النهائي و5 متسابقين نهائيين. وتقطن مريم ببلدة تيسة، قرب مدينة تاونات، على بعد 50 كلم من مدينة فاس، شمالي المغرب، وتتابع تعليمها بمدرسة « الداخلة » الحكومية. ورغم أنها تقطن في منطقة ريفية، لا تتوفر فيها مكتبات عمومية، إلا أنها أحبت القراءة وجعلت الكتاب خير جليس لها، مستفيدة من حضن أبويها المنتمين إلى الأسرة التعليمية، حيث يدرس والدها مادة « الفلسفة » ووالدتها مادة « علوم الحياة والأرض » في ثانوية « المنصور الذهبي » التأهيلية بنفس البلدة. *بداية الحكاية كانت مريم أمجون من مواليد ماي 2009، تدرس عند تأهلها للمسابقة بالصف الثالث ابتدائي، وظفرها في أبريل الماضي، بلقب « بطلة تحدي القراءة العربي في المغرب ». وقالت والدتها عايدة الزاهري إن مريم استطاعت في أقل من سنة أن تقرأ قرابة مائتي كتاب في مختلف المعارف والعلوم، وتقدمت للمنافسة بستين كتاب؛ لأنها تضبطها وتملك ناصيتها. وأضافت في حديث للأناضول، أن مريم متفوقة جدا في دراستها، ومهووسة بقراءة الكتب والقصص والمجلات المتنوعة. ومشروع « تحدي القراءة العربي »، أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي منذ عام 2015، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي. *سفيرة القراءة أصبحت قصة نجاح مريم أمجون حديث القاصي والداني، وحظيت بإشادة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب والعالم العربي. ويؤكد معقلون ومغردون أنها استطاعت أن تهدي بلدها « لقبا علميا وثقافيا » وهي في سن مبكرة. ولدى سؤالها من طرف لجنة المسابقة عن الرسالة التي قد توجهها للشباب العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي، قالت مريم بلغة فصيحة وبليغة إنها تود أن تشاركهم تجربتها الناجحة في تحدي القراءة العربي. وشددت على أهمية القراءة باعتبارها طوق نجاة للأمم والذاكرة الحية للإنسانية. ويتداول مغردون في المغرب مقتطفات من كلام بطلة القراءة في العالم العربي أهمها « القراءة مستشفى العقول لأنها تطرد الجهالة والبلاهة والتفاهة ». وتأمل والدتها أن يكون التتويج مدخلا لتشجيع الطلاب على القراءة. وتؤكد أن التتويج يشعر مريم بالمسؤولية لتكون سفيرة للقراءة في العالم العربي. وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب، قالت في بيان لها، عقب تتويج مريم، إن ‘أهمية المسابقة تتجلى في تنمية حب القراءة لدى جيل الأطفال والشباب في العالم العربي، وغرسها كعادة أصيلة تعزز ملكة الفضول وشغف المعرفة لديهم'. وفضلا عن لقب « تحدي القراءة العربي لعام 2018 » الذي اقتنصته مريم أمجون، توجت مدرسة « الإخلاص » من الكويت بلقب « المدرسة المتميزة »، وعائشة الطوبرقي من السعودية بلقب « المشرف المتميز ». وتبلغ القيمة الإجمالية لجوائز تحدي القراءة العربي ما يعادل 3 مليون دولار أمريكي، إذ يحصل بطل تحدي القراءة العربي على نحو 136 ألف دولار، فيما تحظى « المدرسة المتميزة » الفائزة بنحو 272 ألف دولار، و « المشرف المتميز » على 217 ألف دولار. *وكالة الأناضول