قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إن سياسة المغرب في مجال الهجرة ترتكز منذ البداية على ثلاث دعامات هي التضامن، المسؤولية والتعاون الدولي"، مضيفا: ‘أطلقنا في سنة 2013 حملة واسعة لتسوية اوضاع المهاجرين. فيما تتقاذف الحكومات في اروبا الكرة في ما بينها بالقول تكفلتُ بمائة، عليك أنت ان تستقبل ثلاثمائة ». وأشار بوريطة في حديث لصحيفة (لوموند) الفرنسية، حول أولئك الذين لم يرغبوا في البقاء من المهاجرين، إلى القول: ‘حذرنا منذ البداية باننا لن نقبل ان يصبح المغرب ارضية للاعمال غير القانونية'، مبرزا ان الوضعية في الشمال اصبحت غير مقبولة ‘سيطرة شبكات الهجرة السرية في بعض المناطق، ادت الى شن هجمات على الشرطة والى اعمال عنف ضد المهاجرين انفسهم'. وقال إن قرار الحكومة الايطالية باغلاق البلاد امام الوافدين من ليبيا، دفعت بشبكات الهجرة السرية، الى اعادة الانتشار تجاه طريق المغرب – اسبانيا. وأضاف ‘كان علينا تحمل مسؤولياتنا تجاه مواطنينا والمهاجرين، وقد قمنا بذلك باشتراك مع سفارات البلدان الاصلية لهؤلاء التي قامت بدورها بعمليات تحديد هويات مواطنيها'. وفي معرض رده على سؤال حول عمليات ترحيل مهاجرين من قبل السلطات المغربية، أعرب الوزير عن أسفه ‘للتعميم على اساس شهادات فردية'، موضحا بهذا الخصوص ان إبعاد عدد من الاشخاص من شمال البلاد كان ‘لأسباب واضحة ذلك ان الهدف كان العبور عبر البحري وهو ما ينطوي على خطر الموت كما حصل للكثيرين قبلهم'. واعتبر بوريطة في هذا السياق أن ‘بعض البلدان ووسائل الاعلام تركز على بلدان العبور، متهمة اياها بسوء التدبير وعدم القيام بعملها'، مؤكدا ان المغرب يتصرف كشريك مسؤول لاروبا وليس في حاجة الى دروس'. وردا على سؤال حول "المساعدة المالية للاتحاد الاروبي للمغرب من اجل مراقبة الحدود"، قال ناصر بوريطة " ان هناك عرض طرحته اروبا، لكن الامر يتعلق بالمحادثات الاولية. "ومع ذلك نحن بعيدون عما طالبت به بعض الدول"، مشددا على ان المغرب " ليس بصدد سياسة مساومة من قبيل – انا دركي رهن اشارتكم، كم ستدفعون". واكد ان المغرب لديه "سياسته الخاصة في مجال الهجرة ويعتزم البقاء وفيا لها.. نعتقد أن بلدان العبور يجب الا تكون في صلب السياسة. يتعين ان تتحمل كافة البلدان الاصلية، وبلدان العبور، وبلدان الوجهة مسؤوليتها". واضاف ان مسألة تقديم الاموال، لا تختلف عن فكرة انشاء المراكز. واشار الى ان هذه الافكار خاطئة ومن شأنها ان تخلق مزيدا من المشاكل اكثر مما تجد حلولا لها. وقال الوزير انه ينتظر من الاتحاد الاروبي "مقاربة منسجمة في مجال الهجرة" مبرزا انه يتعين فقط الاطلاع على المناقشات داخل المجلس الاروبي. ‘فاللحظة الوحيدة التي يكون فيها الاتحاد الاروبي منسجما هي تلك المتعلقة بممارسة الضغط على بلدان العبور. ليس بهذه الطريقة يتم البحث عن الحلول'.