اختتمت أمس فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة، المقام بدار الثقافة من الفترة الممتدة من 22 ل 26 أكتوبر الجاري تحت شعار « الحسيمة ملتقى سينمات العالم ». وكرم المهرجان نجوما مغاربة، وعرب، وأتراك، لعطاءاتهم في مجالاتهم الفنية، مع حلول دولة الكاميرون ضيفة شرف. واختارت إدارة المهرجان، المنظم من طرف جمعية مؤسسة الريف للثقافة والسينما، تكريم 5 وجوه فنية، هم "الكوبل" المغربي، عزيز سعد الله، وخديجة أسد، والنجمة التركية "شيما كوركماز"، والنجمة المصرية، صفية العمري، التي غابت عن الساحة الفنية مدة طويلة. أم وسلام يحرزان جائزتي الفيلم القصير حاز فيلم « سلام » لمخرجته كلير فاولر على الجائزة الأولى لمسابقة الفيلم القصير، الذي يتحدث عن سائقة من ليفت تقوم بالتنقل الليلي في مدينة نيويورك في انتظار سماع أخبار الحياة أو الموت عن عائلتها في سوريا. أما الجائزة الكبرى للفيلم القصير فكانت من نصيب فيلم « أم » للمخرج رودريجو سوروجوين من اسبانيا ويتحدث الفيلم عن شخصية اسمها مارتا تتواصل مع والدتها في المنزل، ثم فجأة مكالمة ابنها إلى سباق مأساوي ضد الساعة. حظي الفيلم القصير « جزء من المأساة » لمخرجته لورا كارسيا على تنويه لجنة التحكيم التي ترأسها المثقف السينمائي الفرنسي كامي جوهير الذي نوه في كلمة له أثناء اعلان النتائج بجميع الأعمال المشاركة مضيفا بأن الاختيار كان صعبا جدا بالنظر للاحترافية العالية لجميع أفلام الدورة. جائزة الفيلم الطويل تعود لأشامبرا واَرثيميا في كلمة له أثناء اعلانه أسماء الأفلام الفائزة، عبر رئيس لجنة التحكيم لمسابقة الفيلم الطويل كلود كانيون عن افتخاره بالمستوى الابداعي المتجدد للسينما العالمية ودورها في تجديد أواصر التواصل والحوار بين بين مختلف الروافد السينمائية. معلنا اختيار فيلم « أشامبرا » لمخرجه جوناس كاربينانو للجائزة الأولى لمسابقة الفيلم الطويل، والذي تم تصويره في كل من ايطاليا والولايات المتحدة وفرنسا والسويد. يتحدث أشامبرا عن رغبة الطفل بايو أماتوا ذو الرابعة عشر ربيعا في أن يكبر سريعا في المجتمع الغجري باقليم كالابريا، فبدأ يشرب الكحول ويدخن، يتتبع بايو خطى أخاه الأكبر كوزيمو في كل مكان، وعندما يختفي الأخير، يسعى بايو ليثبت أنه جاهز ليحل محل أخيه. فيما عادت الجائزة الكبرى للفيلم الطويل ل « اَرثيميا » لمخرجه بوريس خليبنيكوف، الفيلم تم تصويره في كل من روسيا وفنلندا وألمانيا ويتحدث عن شخص مسعف اسمه أوليغ، يقود سيارة اسعاف، زوجته كاتيا تعمل ممرضة في قسم الطوارئ بالمستشفى، تحب أوليغ لكنها سئمت من رعايته للمرضى أكثر من رعايته لها، فتخبره أنها تريد الطلاق. أما فيلم « الاعتراف » لمخرجه الأستوني الجورجي زازا أوروشادزه فحاز على تنويه لجنة مسابقة الفيلم الطويل. تكريم ضيوف شرف الدورة وفاعلون في المجال الاجتماعي بالمدينة شهد حفل الختام تكريم السينما الكاميرونية، ضيف مهرجان الفيلم الدولي بالحسيمة وتسلم درع التكريم الفنان الكاميروني باسيك باكوبيو الممثلة التركية شيماء كركماز حظيت أيضا بتكريم من طرف ادارة المهرجان في شخص رئيسته صوفيا أغيلاس التي وعدت جمهور الحسيمة بدورة جديدة للمهرجان العام المقبل. المندوب الاقليمي للثقافة، كمال بليمون ضمن الشخصيات التي تم تكريمها أيضا، اذ عبر مدير دار الثقافة عن اعتزازه بتواجد كوكبة من فناني وضيوف المهرجان وعلى رأسهم السينما الكاميرونية، ضيف شرف الدورة. مندوب الثقافة أبرز أيضا أن السينما كانت ولا تزال محطة لتبادل الأفكار والتواصل بين مختلف الشعوب والحضارات. شباب الحسيمة وفاعلوها الاجتماعيين ضمن الفريق الذي حظي بتكريم وتنويه خاص من طرف ادارة المهرجان، يتعلق الأمر بمليكة بلال صاحبة بذل وعطاء لعقود في مجال العمل الانساني و كاتبة عامة جمعية مؤسسة تنمية الريف المنظمة للمهرجان والفاعلة الجمعوية في مجال الرياضة البحرية بنفس المدينة، اضافة إلى الاعلامي والمنشط الثقافي والفني ادريس شتيوي صاحب أزيد من 16 سنة من العمل التطوعي والتأطيري لشباب المدينة، إلى جانب هذه الوجوه التي قدمت الشيء الكثير للمنطقة تم تكريم التقني المعلوماتي في توظيب المونتاج كريم أوعمو. حفل التكريم شهد أيضا تنويها خاصا من لجنة ادارة المهرجان بمصممي الأزياء المعروفين في المغرب، يتعلق الأمر بالمصمم العالمي حسن بوشيخي وهشام أكعروش ومحمد الأزعيمي اضافة إلى المغني المعروف نبيل الحمامي. مفاجأة المهرجان الدولي للفيلم بالحسيمة تمكن الفنان الحسيمي محمد المرابط، المعروف بخبرته الاحترافية في انتاج وتوظيب الأداءات الفنية من تسجيل فيديو كليب جماعي بمشاركة أزيد من 60 فنانا من المغرب والخارج تحت عنوان « الحسيمة يا النوارة » من انتاج ادارة المهرجان، أداء ادريس الشتيوي ونبيل الحمامي ويوسف الغازي. العمل الفني يمزج بين كلمات من التراث المحلي « ازران ناريف » ومقاطع موسيقية معاصرة. العرض الأول لفيديو كليب « الحسيمة يا النوراة » كان أول أمس بمركب دار الثقافة أثناء فعاليات اختتام الحسيمة… ملتقى سينمات العالم. جمهور مدينة الحسيمة استحسنوا العمل الفني المنتج الذي تم تصويره في عدة مناطق بنفس المدينة من خلال التفاعل الكبير والحضور القياسي للجمهور الغفير الذي ملأ قاعة وجنبات مركب دار الثقافة أثناء عرض الفيديو. هذا وكان الفنان محمد المرابط و الفاعل الاجتماعي ادريس الشتيوي قد انطلقا في تطوير فكرة هذا المشروع للمساهمة في تحريك عجلة الأعمال الفنية والسينمائية بمدينة الحسيمة. للإشارة فقط فجمعية الريف للسينما والتنشيط الثقافي والفني التي تجمع تحت لوائها أبرز الوجوه الاحترافية في ميدان التصوير والعمل الفني الفتوغرافي تمكنت مؤخرا من انتاج عمل فني بمواصفات احترافية عالية بعنوان أمازيغي « ثاجضيط اينو » من اخراج ادريس شتيوي وأداء المغني نبيل الحمامي، كلمات حنان الحدوتي وحمزة نوميديا، ألحان منير أخصيم ومحمد أفاسي، تصوير ومونطاج محمد المرابط. * كاتب صحفي