وفاء لأسلوبها الخاص الذي يمزج بين موسيقى الجاز والموسيقى العالمية والتأثيرات الكلاسيكية، أمتعت المغنية وعازفة البيانو الفرنسية من أصل أرميني، ماشا غريبيان، أمس السبت على منصة موقع شالة الأثري، عشاق موسيقى الجاز بحفل موسيقي راقي، في إطار الدورة التاسعة عشرة لمهرجان موازين-موسيقى العالم. فأمام جمهور مفتون بسحر ودفء صوتها الأخاذ وجمال أغانيها وعمق الألحان التي أدتها، أخذت ماشا الحضور في سفر فني مفعم بالمشاعر والتعابير الموسيقية العابرة للحدود. بابتسامتها الملائكية وصوتها العذب الآسر، نجحت هذه الفنانة في كسب قلوب الجمهور بأغانيها التي تعكس ملامح من سيرتها الشخصية وتأثيراتها المتنوعة، مانحة المتلقي عرضا موسيقيا زواج بإبداع بين الحميمية والانفتاح. مرتدية فستانا يشي بأسلوبها الأصيل، أضفت ماشا غريبان لمسة من النضارة على المسرح، بينما كان صوتها الحساس والمعبر يوقظ الأحاسيس وينثر أجواء من الحميمية مانحا عمقا إضافيا لأغانيها المستمدة من جذورها الأرمنية وبعدا فريدا لنبرتها الصوتية. وأثبتت ماشا غريبان قدرتها على الارتجال وأظهرت نضجا فنيا كبيرا، حيث "حلقت" بين الإيقاعات والألحان الموسيقية بإتقان مذهل، و أتحفت عشاق موسيقاها لأكثر من ساعة دون توقف. وقد حرصت الفنانة على استخدام مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية لإثراء أدائها الفريد وإبهار الجمهور بمقطوعات مثل "المرأة التي أتوق إلى أن أكون" و"المريخ" وغيرها. وبعد شكرها للجمهور على ترحيبه الحار وتفاعله طوال الحفل، اختتمت ماشا غريبان العرض بنبرة فرح وتفاؤل تحتفي بالسلام ومتعة الحياة. ولدت ماشا غريبان في باريس، وترعرعت في وسط موسيقي، مما دفعها إلى دراسة البيانو الكلاسيكي منذ نعومة أظفارها. وواصلت دراستها في المعهد الموسيقى في العاصمة الفرنسية قبل أن تتحول إلى موسيقى الجاز، وهو تخصص مكنها من الجمع بين تأثيراتها الثقافية والموسيقية المختلفة. وتقام الدورة ال 19 لمهرجان "موازين- إيقاعات العالم" من 21 إلى 29 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتأسس المهرجان، الذي تنظمه "جمعية مغرب الثقافات"، سنة 2001 كحدث لا يمكن تفويته لعشاق الموسيقى، ويعتبر من بين أكبر الأحداث الثقافية في العالم. وتقترح دورة هذه السنة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق ويجمع أكبر نجوم العرب والعالم، ما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور ومشاهير الفنانين.