مثّل وفد مغربي رفيع المستوى، برئاسة ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، المملكة المغربية في القمة العالمية للهيدروجين 2024 في روتردام بهولندا، في الفترة من 13 إلى 15 مايو 2024. ووفق بلاغ للوزارة فقد جمع هذا الحدث الدولي، الذي نظمه مجلس الطاقة المستدامة بالشراكة مع الحكومة الهولندية والفاعلين المحليين، قادة الطاقة في العالم وممثلي الحكومات لتعزيز الهيدروجين الأخضر وتسريع الانتقال العالمي للطاقة. وخلال مشاركتها في المائدة المستديرة الثانية رفيعة المستوى للمنتدى الدولي لتجارة الهيدروجين (IHTF)، الذي انعقد على هامش هذه القمة العالمية، سلطت بنعلي الضوء على تجربة المغرب في قطاع الطاقة المتجددة. وسلطت الضوء على استثمارات المغرب الناجحة في البنية التحتية للطاقة وأكدت على المزايا الجيوستراتيجية للمغرب كممر بين أوروبا وأفريقيا. وبسطت عرض المغرب الخاص بالهيدروجين الأخضر، وشددت على أهمية وجود إطار تنظيمي سليم وشراكات دولية طويلة الأجل مربحة للجانبين لتحفيز التنمية التجارية في هذا المجال. وشاركت بنعلي أيضاً في حلقة النقاش التي عقدها المنتدى الدولي للتغير المناخي إلى جانب روب جيتن، وزير المناخ وسياسة الطاقة، نائب رئيس الوزراء، حكومة هولندا, وليونور جيوسلر، الوزيرة الاتحادية للعمل المناخي والبيئة والطاقة والتنقل والابتكار والتكنولوجيا في الحكومة النمساوية, ويوشينوري كانيهانا، رئيس مجلس إدارة شركة كاواساكي للصناعات الثقيلة المحدودة والرئيس المشارك لمجلس الهيدروجين, بالإضافة إلى ديفيد بيرنز، نائب رئيس شركة ليندي، ممثلاً عن مجلس الهيدروجين، وبودويجن سيمونز، المدير الإداري لميناء روتردام. وخلال هذه الجلسة، استعرضت بنعلي مختلف المبادرات والمشاريع المغربية في مجال الانتقال الطاقي لتطوير قطاع الهيدروجين، والتي دفعت المغرب إلى الانضمام إلى المنتدى الدولي لتجارة الهيدروجين، بما في ذلك تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والمشتقات الأخرى في أفق 2030, بالإضافة إلى تقديم رؤية واضحة للمستثمرين حول مستقبل مشاريع البنيات التحتية في المملكة وحول أنابيب الغاز والهيدروجين المستقبلية والموانئ الاستراتيجية التي يطمح المغرب إلى تشييدها، وكذا وسائل مدها وربطها بالإضافة إلى إزالة الكربون من مختلف القطاعات الحيوية، داعية إلى نشر ثقافة التعاون الدولي المشترك. وفي نفس السياق، شاركت الوزيرة المغربية أيضًا في أعمال جلسة "تسليط الضوء على البلد: المغرب" للمنتدى الإفريقي للهيدروجين، إلى جانب طارق حمان، المدير العام المنتدب للوكالة المغربية للطاقة المستدامة. وقد أكدت الوزيرة في كلمتها على التزام المغرب، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، بتسريع الانتقال الطاقي في المملكة والعالم كخيار سياسي مدروس منذ أكثر من 15 عامًا. واغتنمت بنعلي الفرصة للتأكيد على الطبيعة الخاصة لتجربة المغرب في تسريع مشاريع الانتقال الطاقي وتطوير العرض المغربي في مجال الهيدروجين الأخضر، مشيرة إلى أن إفريقيا وأوروبا ستكونان مدعوتان خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتسريع تطوير الهيدروجين الأخضر الأقل تكلفة والأكثر تنافسية. وعلى هامش القمة، أجرت الوزيرة محادثات مع نظرائها من عدة دول صديقة: مع شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأيضا ليونور جيوسلر من النمسا، لمناقشة فرص تعزيز التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الطاقة منخفضة الكربون والهيدروجين الأخضر. وقد أتاح الاجتماع الثلاثي الذي عقدته ليلى بن علي مع نظيرها الهولندي روب جيتن وكريستيان ماس، المدير العام وممثل الوزير الاتحادي الألماني للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي، فرصة للبلدان الثلاثة لمناقشة سبل تطوير إطار تعاون ثلاثي في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، لا سيما في صناعات الأسمدة والشحن والصلب. وخلال هذه القمة العالمية، وقعت بنعلي وروب جيتن خطة عمل مخصصة للطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر للفترة 2024-2025. وتحدد الخطة خارطة طريق للتعاون الثنائي بين الجانبين، مع التركيز على تعزيز الشراكة على المستوى الحكومي، وتبادل المعرفة بشأن الاستراتيجيات والتشريعات، وتعزيز التعاون بين الشركات لتطوير مشاريع مشتركة لدعم التحول في مجال الطاقة وسلسلة الإمداد بالهيدروجين على المستوى الدولي. ويأتي هذا النهج المنظم والتعاوني في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين المشاركين في 21 يونيو 2023. وأخيراً، تجدر الإشارة إلى أن المشاركة المغربية في هذه القمة كانت متميزة من خلال جناح المغرب الذي جمع العديد من الفاعلين الرئيسيين، بما في ذلك مجموعة المغرب الأخضر H2 الأخضر، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة، وشركة INNOV'X، ووكالة TMSA، والوكالة الوطنية للموانئ، ومعهد أبحاث الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة. وجمعت القمة العالمية للهيدروجين أكثر من 2000 مشارك رفيع المستوى، بما في ذلك ممثلو الحكومات والجهات الفاعلة في القطاع الخاص، لتبادل آخر التطورات في مشاريعهم وإعلاناتهم حول كيفية توسيع نطاق نشر هذا المصدر المستقبلي للطاقة في جميع أنحاء العالم. وقد اجتمع أكثر من 15,000 متخصص في هذا المجال مع أكثر من 500 شركة عارضة لوضع جدول الأعمال العالمي حول نشر الهيدروجين.