بدأت محطة الطاقة الجديدة المخصصة لسحب « الانبعاثات السلبية » بالعمل في آيسلندا، وذلك لالتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه تحت الأرض. وعلى الرغم من أن المشروع المدعوم من الاتحاد الأوروبي، المتمثل بأحد أكبر محطات الطاقة الحرارية الأرضية في العالم بمنطقة Hellisheidi، يعمل على نطاق تجريبي، إلا أن الباحثين يأملون في توسيع نطاق المخطط إلى جميع أنحاء العالم. ويتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع حجر الأساس البازلتي، ويشكل المعادن الصلبة، ما يخلق حلا دائما للتخزين. وأكد الباحثون أن عملية سحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء المحيط بدأت في مرحلة الاختبار، حيث يتم تخزينه على عمق 700 متر تحت سطح الأرض. وفي الوقت الراهن، لا يلتقط النظام التجريبي سوى 50 طنا متريا من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل الكمية المنبعثة ذاتها من أسرة أمريكية واحدة سنويا. وبدأت شركة كليموركس السويسرية ومقرها قرب زيوريخ، بسحب الغازات الدفيئة من الهواء في مايو الماضي، مع وجود مرشحات عملاقة ضمن مشروع قيمته 23 مليون دولار، حيث يطلق عليه أول « مصنع تجاري لسحب ثاني أكسيد الكربون في العالم ». وتلقت الأبحاث المماثلة في جميع أنحاء العالم، عشرات الملايين من الدولارات في السنوات الأخيرة، من مصادر عديدة بما في ذلك الحكومات ومؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، ووكالة الفضاء الأوروبية. ويذكر أن مشاريع سحب الغازات الدفيئة من الهواء ودفنها في الأرض، ستساعد على خفض درجات الحرارة العالمية، وهي خطوة جذرية تتجاوز خطة تخفيض الانبعاثات، التي تشكل محور التركيز الرئيسي لاتفاق باريس حول المناخ. وتقدر كليموركس تكلفة امتصاص طن واحد من ثاني أكسيد الكربون، بنحو 600 دولار، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية الكاملة للمحطة 900 طن فقط سنويا، بحلول نهاية عام 2017. وتقول الجهات الداعمة للمشروع، إن هناك حاجة ملحة لمشاريع محفوفة بالمخاطر، وغالبا ما تكون باهظة الثمن، وذلك لإيجاد سبل مناسبة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس المناخية، للحد من الاحتباس الحراري المسبب للأعاصير ونهمار الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات.