بمناسبة اليوم العالمي للسرطان و بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، نظم مجلس مقاطعة احصين بمدينة سلا، أمس الجمعة، ندوة حول سرطان الثدي وعنق الرحيم. وأطر محاور هذه الندوة التي إحتضنها المركب الثقافي الإجتماعي قرية أولاد موسى، تحت شعار "لا تحارب عدوا تجهله"، كلا من البروفيسور خالد فتحي أخصائي الأمراض النسائية والتوليد، والأستاذة هاجر الغريسي أخصائية الترويض الطبي وناشطة جمعوية، وتقديم الأستاذة مونية بلحسن مشرفة اجتماعية وفاعلة جمعوية. وتأتي أشغال هذه الندوة بحسب المنظمين، في سياق السعي إلى رفع وثيرة درجات التحسيس والتوعية اللازمة بمخاطر مرض سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم بين صفوف نساء وفتيات الساكنة، والإمعان في توسيع دائرة الوعي بهذا الداء القاتل في صمت، الأمر الذي أكدته الكلمة التفصيلية التي ألقاها البروفيسور خالد فتحي بالمناسبة، حيث وضع الحضور بأسلوب سلس في الصورة التقريبية لمرض السرطان الخاص بثدي المرأة وعنق الرحم، وبسط كافة مراحل الإصابة به، قبل أن يقوم بتشخيص طبي وعملي دقيق ومحكم للعوامل المباشرة وغير المباشرة المتسببة في هذا الداء المميت. وبعد عملية التشريح الطبي، إذا جاز القول الذي قدمه البروفيسور فتحي بخصوص هذا المرض " الغادر"، شدد على ضرورة إجراء الكشف المبكر للمرض، ونشر ثقافة زيارة الطبيب بين الفينة والأخرى من أجل الخضوع للإختبارات والفحوص الطبية الدورية بشكل دائم ومنتظم، لتجنب الأسوأ وتفادي المخاطر المرتبطة بهذا الداء. لأن الكشف المبكر عن المرض يقول البرفيسور خالد فتحي، يساعد على تحقيق الشفاء بنسبة تقارب % 100، وهذه أقوى مميزات زيارة الطبيب باستمرار والإصرار على إجراء الإختبارات الطبية والكشف المبكر عن المرض بشكل دائم وعادي. فيما انصبت كلمة الاستاذة هاجر الغريسي في الندوة نفسها، على المراحل الأساسية المترتبة عن عمليات الإستئصال التي تطال الثدي وعنق الرحم. وأكدت الاخصائية في الترويض الطبي على أن مخلفات هذا النوع من العمليات والإستئصال، تكون صعبة ولها مضاعفات سلبية تزيد من تعقيد الحالة الصحة للمرضى، في حالة غياب المتابعة الطبية المتمثلة أساسا في إجراء عمليات الترويض الطبي للمناطق المستهدفة عن طريق عمليات الإستئصال، مردفة "لابد من توسيع مدارك التوعية والتحسيس لدى هذه الفئة من المرضى، لجتنب أي مخلقات غير مرغوب فيها". وفي سياق الحديث عن عمليات الترويض الطبي الخاصة باستئصال الثدي وعنق الرحم، كشفت الغريسي أن عملية إسئصال الثدي غالبا ما يتبعها انتفاخ وتورم ومضاعفات على مستوى الصدر واليد، وهو ما يخلق متاعب جانبية وأعراض مرضية مضاعفة، ما يستلزم العناية الخاصة والمتابعة الطبية عبر عمليات الترويض مخافة حدوث مخلفات وأضرار ترفع وثيرة المعاناة عند هذه الشريحة من المصابين. جدير بالذكر أن الندوة حضرها أكثر من 250 إمرأة وعدد من المهتمين بالمجال، وهي مبادرة استحسنتها الساكنة على إعتبار أنها الأولى من نوعها في عالم التحسيس والتوعية بهذا المرض القاتل.