يسعى المنتخب المغربي للتويج بالنسخة ال34 من كأس إفريقيا للأمم، المقررة بكوت ديفوار، في الفترة الممتدة من 13 يناير إلى 11 فبراير القادم. ويعوّل أسود الأطلس ومدربهم وليد الركراكي على الإنجاز الرائع في مونديال قطر 2022، عندما بلغوا نصف النهائي، لفكّ لعنة نهائيات كأس الأمم الإفريقية. وشدّد الركراكي، الذي خسر نهائي نسخة 2004 في تونس أمام منتخب البلد المضيف، خلال إعلانه عن القائمة الرسمية المشاركة في الكوت ديفوار، على أنه "كلما تتوالى اللعنة القارية، كلما ابتعدنا عن التاريخ الذي فزنا فيه باللقب"، في إشارة إلى عام 1976 في إثيوبيا، عندما ظفر بلقبه الوحيد حتى الآن في العرس القاري، مضيفا: "لكن ذلك ليس سببا للضغط على أنفسنا". وتحدّث الركراكي عن ضغط وضعه على نفسه عقب نهاية كأس العالم في قطر مباشرة، عندما وضع حصيلة عرس عالمي أبلى فيه "أسود الأطلس" بلاء حسنا، بقوله إنه يراهن على الذهاب بعيدا في النهائيات القارية. وأوضح الركراكي في تصريح صحفي لقناة الرياضية: "نريد البقاء على نفس المستوى. أريد الوصول إلى نصف النهائي على الأقل". وغالبًا ما يردد الركراكي عبارة "الروح المعنوية"، التي أقنع بها لاعبيه في قطر من أجل بلوغ القمة، أي التتويج بلقب أبطال العالم. العمود الفقري نفسه ويسعى الأسود في الكوت ديفوار، للفوز باللقب، وهذه المرة يشاركون في النهائيات كمرشحين للتتويج بالنسخة الحالية، حتى لو أعلن المدرب "نحن ذاهبون إلى هناك للعب كرة القدم الخاصة بنا، لتقديم أقصى ما لدينا، وقبل كل شيء حتى لا نشعر بأي ندم". وأكد الركراكي: "المهم هو الروح المعنوية، يجب أن نذهب إلى هناك بثقة كاملة للتغلّب على لعنة كأس أمم إفريقيا". وخلافا لكونه أحد أكثر ممثلي القارة السمراء تألقا في كأس العالم، بست مشاركات، ودور ثمن نهائي تاريخي في عام 1986 وآخر أسطوري في نصف نهائي 2022، فإن المغرب لم يفز سوى بلقب واحد فقط في 18 مشاركة في كأس الأمم الإفريقية، وكان ذلك عام 1976 في إثيوبيا، حيث أدرك أحمد مكروح الشهير بلقب "بابا" التعادل في الدقيقة 88 من المباراة الأخيرة بمجموعة الدور النهائي أمم غينيا والتي حدّدت حينها بطل القارة السمراء. بخلاف ذلك، تعرّض المغرب للكثير من الانتكاسات، آخرها الخسارة أمام مصر 1-2 بعد التمديد في ربع نهائي النسخة الأخيرة في الكاميرون قبل عامين. وفي عام 1988، أفلتت كرة من يدي حارس المرمى بادو الزاكي، نجم مونديال المكسيك قبل ذلك بعامين، إثر تسديدة للكاميروني سيريل مكاناكي في نصف النهائي في الدارالبيضاء، فأبكى بلداً بأكمله. واقترب جيل مروان الشماخ-يوسف حجي والركراكي من اللقب، حيث وصل إلى نهائي 2004 قبل أن يخسر أمام تونس (1-2). ومن أجل محو جميع هذه الذكريات السيئة، يعتمد الركراكي على الفريق ذاته الذي تألق في قطر، وأصبح أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ دور الأربعة، مع عموده الفقري المكوّن من حارس المرمى ياسين بونو، أشرف حكيمي، رومان سايس، سفيان أمرابط، حكيم زياش ويوسف النصيري. وحتى أنه عزّز المنافسة باستدعاء لاعب وسط مرسيليا الفرنسي، أمين حارث، الذي غاب عن مونديال قطر بسبب إصابة خطيرة في ركبته قبل وقت قصير من بدايته، واستعان ببعض لاعبي المنتخب الأولمبي مثل إسماعيل صيباري (أيندهوفن الهولندي)، شادي رياض (ريال بيتيس الإسباني)، أمير ريتشاردسون (رينس الفرنسي) وأسامة العزوزي (بولونيا الايطالي). ويعتقد الركراكي أنه "لدينا توازن جيد بين الحاضر والمستقبل". وتوّج صيباري ورياض وريتشاردسون والعزوزي، إلى جانب عبد الصمد الزلزولي (ريال بيتيس) وبلال الخنوس (غنك البلجيكي)، بأوّل لقب للمغرب في كأس الأمم الإفريقية للمنتخبات الأولمبية عام 2023، وأظهروا لكبارهم كيفية كسر اللعنة.