أكد رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، فؤاد البريني، امس الخميس، أن المركب المينائي طنجة المتوسط، أثر بشكل إيجابي على الاقتصاد المغربي ورفع من تنافسيته على الصعيد الدولي. وقال السيد البريني، خلال افتتاح الدورة الثالثة من « أيام اللوجستيك بطنجة »، إن « المركب المينائي طنجة المتوسط، الذي يحتفل بالذكرى العاشرة لافتتاحه، والذي دخل حيز الخدمة عام 2007، أثر بشكل إيجابي على الاقتصاد المغربي وعزز تنافسيته الدولية، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى بناء مركب مينائي بأبعاد دولية ». وشدد على أن هذه الأرضية المينائية الكبيرة، التي تم إنجازها بفضل كفاءات مغربية، تشكل اليوم « قصة نجاح » يتعين الحفاظ عليها وضمان استمرارها والرقي بها أكثر إلى مستوى دولي. وفي معرض حديثه عن هذا اللقاء المنظم بالمركب المينائي تحت شعار « سلسلة التوريد في العهد الرقمي »، أبرز السيد البريني أن هذا اللقاء العلمي، الذي يلتئم خلاله مجموعة من الخبراء الوطنيين والدوليين، يهدف إلى المساهمة في مواكبة المقاولات المغربية والفاعلين الاقتصاديين في مجال اللوجستيك، لاعتماد التقنيات الرقمية وتقاسم التجارب الدولية والممارسات الجيدة في المجال، لفهم تعقيدات عالم الغد وتعزيز تنافسية المقاولة المغربية وإنتاجها وقدرتها على التصدير والتحكم في سلسلة القيمة. في هذا الصدد، اعتبر أن الرقمنة ستحدث قطيعة تامة على مستوى قطاع اللوجستيك، الذي ما زال يسجل تأخرا مقارنة مع قطاعات أخرى على مستوى اعتماد التكنولوجيا، لافتا إلى أن هذه الدورة ستبرز هذه التكنولوجيات، خاصة تقنيات تخزين وتحويل البيانات، التي من شأنها أن تحدث ثورة في قطاع اللوجستيك على العموم، والنقل على الخصوص. وأضاف السيد البريني أنه « بعيدا عن الشباك الوحيد بطنجة المتوسط المفتوح في وجه كل الفاعلين، نعمل على اعتماد الرقمنة الكاملة من خلال مشروع ‘إكسبورت أكسيس'، عبر تعبئة كل الأدوات الضرورية »، لافتا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى المساهمة في التقدم التكنولوجي بالمغرب وانتعاش الاقتصاد الوطني. من جهته، اعتبر الرئيس المدير العام ل « فوا إكسبريس »، محمد طلال، أن الرقمنة ستؤثر على مجمل سلسلة القيمة بالمقاولة، وهيكلها التنظيمي، واستراتيجيتها التجارية، وتقنياتها التدبيرية، وأمنها وخريطة مخاطرها، كما تشكل وسيلة جيدة للتميز والابتكار والبناء والتطور. وسجل أنه يتعين على الشركات اليوم أن تتأقلم وتقوم بانتقالها الرقمي من أجل الحفاظ على حصتها في السوق وعلى تنافسيتها. فالرقمنة تفرض تطور النماذج الاقتصادية والتنظيمية، كما تكمن قدرتها في خلق دينامية جديدة والحث على التفكير والتعاون واتخاذ القرار ». ولاحظ أنه في الوقت الراهن، أصبحت قنوات التواصل بين مختلف الفاعلين ضرورية، مع التحكم الكامل في تدفق البيانات لكي تحافظ على القدرة على التكيف الآني مع سلسلة التوريد ومع طلبيات السوق، التي أصبحت أكثر تقلبا وغير أكيدة وخاضعة إلى إكراهات مختلف القطاعات »، مضيفا أن أهمية الرقمنة جلية وتساعد على التحليل وتجويد قنوات التوزيع، وبشكل عام سلسلة التوريد. من جانبه، أشار رئيس معرض « لوجيسميد »،عبد العالي برادة، إلى أن هذا اللقاء الدولي، الذي ينظمه المركب المينائي طنجة المتوسط، يهدف إلى تحسيس الفاعلين الاقتصاديين حول تحديات تكنولوجيا 4.0، وشرح كيف تتغير الأمور نحو الرقمنة في سلسلة التوريد، ومناقشة تأثير الرقمنة على مجموع حلقات سلسلة التوريد، بالنظر إلى تعقدها وتعدد المتدخلين فيها. وقال إن « رقمنة المقاولة تساهم اليوم في ثورة كبيرة بالقطاع »، لافتا إلى أن « أيام اللوجستيك بطنجة » تقوم على تصور علمي قوي ونظمت خصيصا لمناقشة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه القطاع، والبحث عن أجوبة ملموسة، وبث دينامية من خلال تبادل التجارب والممارسات الجيدة، وتعميق العلاقات بين الفاعلين في الميدان. ويسعى هذا اللقاء الدولي، الذي يلتقي فيه أزيد من 400 فاعل بقطاع اللوجستيك والصناعة والتجارة والتوزيع والخدمات، إلى مناقشة التوجهات الجديدة والتحديات الكبيرة للتحول الرقمي في العالم والمغرب، وتحليل كيفية استباقها والاستعداد لها. وتخلل اللقاء عدة جلسات مناقشة، تمحورت حول « رهانات وتأثير الرقمنة على سلسلة التوريد »، و »آخر التكنولوجيات الرقمية في قطاع التوزيع »، و »اللوجستيك المينائي على محك الرقمنة » و »الرقمنة بالمغرب : التطور والآفاق ».