يشيّع المغرب اليوم الأحد ضحاياه بعد الزلزال العنيف الذي دمّر جزءاً كبيراً من البلاد وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص، وفق حصيلة رسمية من المتوقع ارتفاعها مع تواصل عمليات البحث. وأعلن المغرب الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، كما دعت وزارة الأوقاف إلى إقامة صلاة الغائب في جميع مساجد المملكة ظهر الأحد ترحماً على أرواح الضحايا. ويعتبر الزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية)، أقوى زلزال تمّ قياسه في المغرب على الإطلاق. وهو الأكثر دموية في البلاد منذ الزلزال الذي دمّر مدينة أغادير، على الساحل الغربي للبلاد، في 29 شباط/ فبراير 1960. وإثره لقي حوالى 15 ألف شخص، أي ثلث سكان المدينة حينها حتفهم. ومساء السبت، أعلنت وزارة الداخلية أنّ الزلزال أسفر عن 2012 قتيلاً و2059 جريحاً، بينهم 1404 حالاتهم خطرة. وذلك في حصيلة مؤقتة يخشى من ارتفاعها في الساعات القادمة. وكانت ولاية الحوز مركز الزلزال الأكثر تضرّراً، تليها ولاية تارودانت حيث دمرت في المنطقتين الواقعتين جنوب غرب مدينة مراكش السياحية، قرى بأكملها. ومساء السبت، بثّت قنوات تلفزيونية لقطات جوية تظهر قرى بأكملها وبيوتها الطينية في منطقة الحوز مدمّرة بالكامل. وقالت وزارة الداخلية مساء السبت إنّ "السلطات العامة لا تزال في حالة استنفار لتسريع عمليات الإنقاذ والإخلاء للمصابين". " مثل كرة من النار" يقول الحسن، وهو أحد سكان مولاي إبراهيم في الأطلس الكبير فقد زوجته وأبناءه الأربعة: "لقد فقدت كلّ شيء". ويضيف وهو يسجد في الزاوية "لا أستطيع أن أفعل شيئاً الآن، أريد فقط الابتعاد عن العالم". وعلى مرتفعات ذات القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالى 3 آلاف نسمة، تجفّف بشرى دموعها بوشاحها وهي تشاهد الرجال وهم يحفرون القبور لدفن الموتى. وتقول "لقد مات أحفاد قريبتي"، قبل أن تضيف بصوت مختنق "لقد رأيت الدمار الذي خلّفه الزلزال، وما زلت أرتجف. إنه مثل كرة من النار ابتلعت كلّ شيء في طريقها". وتتابع قائلة "لقد فقد الجميع هنا عائلاتهم، سواء في قريتنا أو في أي مكان آخر في المنطقة". أما الشيخ عمر بنهنا (72 عاما) فيكابد صدمته قائلا "توفي ثلاثة من أحفادي (12، 8 و4 أعوام) ووالدتهم. لا يزالون تحت الأنقاض.. قبل وقت قصير فقط كنا نلعب معا".