يتسم عيد الأضحى في المغرب بالطقس الاحتفالي "بيلماون" في المناطق الأمازيغية وسط البلاد. وتختلف تسمية هذا الطقس من مدينة لأخرى في المملكة بين "بوجلود" أو"بيلماون" أو"بولبطاين"، وهو تقليد يتمثل في قيام مجموعة من الشبان بارتداء جلود الأضاحي والتجول في الشوارع، حاملين بأيديهم أحد سيقان الأضحية. انطلاق احتفالات وتنطلق الاحتفالات ب"بيلماون" في القرى الأمازيغية ثاني أيام عيد الأضحى أو الأيام القليلة التي تلي العيد، حيث تشتهر مدينة أكادير (وسط) وبعض المدن الأخرى بتنظيم كرنفال استعراضي ل"بيلماون". ويختلف الاحتفال بهذا الطقس التقليدي بين المدن والقرى، إذ يقوم شبان القرى الأمازيغية بالتجول على المنازل رفقة أهل القرية على أنغام خاصة يعزفها شبان آخرون. وخلال هذه الجولة يتم جمع هبات وصدقات يقدمها أهل البيت للفرق المتجولة ويباع ما تم جمعه في مزاد علني ويتم صرف ثمنه في حاجيات القرية للنهوض بالمنطقة سواء كانت المرافق أو تعبيد الطريق. ممارسة ثقافية ويرى المختص بالأنثروبولوجي المغربي الحسين بويعقوبي، أنه "من الصعب الحديث بدقة عن البدايات الأولى لعادة بيلماون أو بوجلود، لأنها عادة قديمة جدا قدم تاريخ شمال إفريقيا". وقال بويعقوبي، في حديثه للأناضول، إن "تاريخ طقس بوجلود تطور في الثقافة الشفوية للبلاد". وأشار إلى أن "القناع والتنكر في أشكاله المختلفة ممارسة ثقافية موجودة لدى العديد من المجتمعات، وغالبا كان لها ارتباط في البداية بمعتقدات دينية". وأضاف أن "ارتباط هذه العادة بعيد الأضحى لم يظهر إلا بعد أن دخل الأمازيغ في الإسلام، وفي ذلك نوع من التوافق بين عادة قديمة والدين الجديد، وهو ما استمر إلى اليوم في بعض المناطق خاصة في منطقتي الأطلس الكبير وسوس (وسط البلاد)، وبعض مناطق الأطلس المتوسط (شمال)". وتابع أن "التنوع الثقافي في المجتمعات الأمازيغية أثر أيضا على الممارسات والعادات وضمنها بيلماون، ولذلك وإن كانت كل المناطق تشترك في لبس جلود الأضاحي ووضع الأقنعة فإن لكل منطقة خصوصياتها ومرتبطة إما بطبيعة الجلود المستعملة أو الأهازيج والموسيقى المرافقة أو المعتقدات المرتبطة بهذا الطقس". وذكر بويعقوبي، أن "هذه الاحتفالات عرفت تغيرات كبرى خاصة بمنطقة سوس (وسط) وبالتحديد بمدينة أكادير الكبير حيث تتطور الاحتفالات تدريجيا لتشبه الكرنفالات العالمية الكبرى من خلال انخراط المجتمع المدني ودعم البلديات لها". وأشار إلى أن الهدف الأساسي من الاحتفالات التنشيط الثقافي وانتقاد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر تمرير رسائل بطريقة هزلية في بعض الأحيان.