وضع مثقفون وكتاب من حول العالم، النظام الجزائري في موقف ''محرج للغاية'' بعد المطالبة بالإفراج عن معتقل الرأي، إحسان القاضي وباقي معتقلي الرأي في البلاد. ووقع على الرسالة الموجهة إلى رأس النظام الجزائري، عبد المجيد تبون، عالم اللسانيات الأميركي، نعوم تشومسكي، والفيلسوف الفرنسي إيتيان باليبار، والجامعية وعضوة شبكات دعم جبهة التحرير الجزائرية خلال حرب الاستقلال، جويس بلو، والروائي اللبناني، إلياس خوري، والشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي والفيلسوف التونسي، يوسف الصديقي إضافة إلى كل من آني إرنو، الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب، وكين لوتش السينمائي البريطاني وآخيل مبيمبي، المؤرخ الكاميروني وأرونداتي روي روائية هندية. نعُوم تشومسكي يراسل الرئيس تبون، لمطالبته بإطلاق سراح الصحفي إحسان القاضي. تمنيت أن يرتبط اسم هذا العالم الفريد من نوعه وأسماء لامعة أخرى بالجزائر، ارتباطاً غير ارتباطها بمواضيع تكميم أفواه القلم. نعوم يفكر في القاضي احسان ويخصص من وقته للكاتبة عن زميلي إحسان. سيذكر التاريخ ذلك. pic.twitter.com/cfW5X2G3cu — Saïd Boudour (@SaidBoudour31) May 30, 2023 ودعا الموقعون على الرسالة الموجهة إلى ''تبون''إلى "وضع حد للمضايقات الأمنية والقضائية التي يتعرض إليها إحسان القاضي ومجمل معتقلي الرأي في الجزائر". وأضاف المصدر ذاته أن "الجزائر ليست مجرد بلد، بل فكرة.. فكرة تحرر عنيدة لا تزال بعد مضي ستين سنة على الاستقلال تشع الأمل في قلب كل من يكافح الاضطهاد.. الجزائر دليل على أن دحر الظلم والانتصار عليه ممكن حتى وإن بدت المواجهةُ يائسة غير متكافئة لأول وهلة". وحذر الموقعون على الرسالة التي نشرت في جريدة "لوموند" الفرنسية، الرئيس تبون من "تحول الجزائر تدريجيا إلى زنزانة كبيرة تلتهم الصحفيين الناقدين وكل الأصوات غير الموالية للسلطة". وقال الموقعون على الرسالة الموجهة إلى الرئيس الجزائري إن "اليوم ينغلق هذا البلد العظيم مثل فخ هائل على المعارضين السياسيين وكل من يجرؤ على أن يحلم بسيادة القانون بشكل حقيقي". وأكدت الرسالة، أن إحسان القاضي، البالغ من العمر 64 عاما، يعد "أحد رموز الصحافة المستقلة في الجزائر، بالضبط كما كان والده، بشير القاضي، أحد قدامى المحاربين من أجل تحرير الجزائر"، مضيفة "لا غرابة إذن إن انغرس عناده في الدفاع عن استقلال مهنته في تربة أنشأنه على مبدأ قداسة الحرية، وهو مبدأ استقاه من تاريخ نضال الشعب الجزائري ضد العبودية الاستعمارية". وتابعت: "إحسان القاضي متهم اليوم بخيانة بلده لكننا، ونحن ننظر إلى قضيته من موقعنا البعيد، لا نرى سوى صحفي مستقل يضرب دفاعه عن حريته بجذوره في حبه لبلده". وكان إحسان القاضي توبع في ثلاث قضايا أمام المحاكم اثنتان منها يواجه فيهما تهما خطيرة تتعلق بالإرهاب (قبل إسقاط إحداها)، وذلك على خلفية كتاباته ونشاطه الإعلامي. ويزاول إحسان قاضي مهنة الصحافة منذ فترة الثمانينات وعرف عنه انخراطه في حركة الصحفيين الجزائريين القوية في ذلك الوقت والتي ساهمت في الوصول للتعددية الإعلامية، كما أنه حائز على جائزة "عمر أورتيلان" لحرية الصحافة بالجزائر.