دفع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، ببراءته من 34 تهمة جنائية موجهة ضده، وذلك خلال مثوله أمام محكمة مانهاتن في مدينة نيويورك. وظهر ترامب جالسا بجانب محاميه بانتظار سماع التهم في قاعة المحكمة، حسبما أظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام أمريكية. ووجهت هيئة محلفين كبرى في نيويورك لائحة اتهام ضد ترامب، الأسبوع الماضي، تتعلق بتهم منها شراء صمت ممثلة أفلام إباحية أمريكية قبل انتخابات 2016. ووصل ترامب، مساء اليوم محكمة مانهاتن وسلم نفسه للسلطات تمهيدا لمثوله أمام القاضي، لكن لم تكن يديه مكبلتين. وقال قبيل دخوله المحكمة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "يبدو الأمر سرياليا للغاية.. إنهم سوف يعتقلوني". لائحة ب34 تهمة جنائية من 16 صفحة باتت لائحة الاتهام التاريخية ضد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، متاحة بشكل علني حاليًا، فيما يرجح أن تُعقد جلسة الاستماع الثانية في القضية في نهايات العام الجاري أو في أوائل عام 2024. زعم ممثلو الادعاء أن ترامب كان جزءًا من خطة غير قانونية لقمع المعلومات السلبية، بما في ذلك دفع مبلغ غير قانوني قدره 130 ألف دولار أمر به المدعى عليه لقمع المعلومات السلبية التي من شأنها الإضرار بحملته الانتخابية الرئاسية في عام 2016. تضم لائحة الاتهام 34 تهمة جنائية، دفع ترامب ببرائته منها. وتتألف من 16 صفحة. وتزعم لائحة الاتهام أن سبب ارتكابه جريمة تزوير السجلات التجارية كان جزئيًا "للترويج لترشيحه". تزعم لائحة الاتهام ضد دونالد ترامب أن الرئيس السابق متورط في "مؤامرة غير قانونية" لتقويض نزاهة انتخابات عام 2016. في بيان للوقائع المؤيدة للائحة الاتهام، قال المدعون إن طرفين مشاركين في ذلك "اعترفا بالفعل بارتكاب سلوك غير قانوني فيما يتعلق بالمخطط". وهذان الطرفان هما محامي ترامب السابق مايكل كوهين الموصوف في بيان الوقائع ب "المحامي أ"، ومؤسسة أمريكان ميديا إنك (AMI)، صاحبة صحيفة "ناشيونال إنكويرر". بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، شكر ترامب بشكل خاص ديفيد بيكر الرئيس التنفيذي لشركة AMI آنذاك على "معالجة" القصص البذيئة التي ظهرت في الأسابيع التي سبقت الإدلاء بالأصوات، وفقًا للائحة الاتهام. "بين يوم الانتخابات ويوم التنصيب، خلال فترة انتقال المدعى عليه إلى منصبه كرئيس، التقى المدعى عليه مع الرئيس التنفيذي لشركة AMI بشكل خاص في برج ترامب في مانهاتن"، حسبما جاء في لائحة الاتهام، في إشارة إلى بيكر. شكر ترامب بيكر على "تعامله" مع ادعاءات زميلته في مجلة "بلاي بوي" كارين مكدوغال وقصة من بواب برج ترامب العالمي السابق الذي ادعى أنه على علم بعلاقة مزعومة بين ترامب ومدبرة منزل سابقة نتج عنها طفل. كما دعا بيكر لحضور حفل تنصيب عام 2017. في صيف عام 2017، وفقًا للائحة الاتهام، دعا ترامب أيضًا بيكر إلى البيت الأبيض لتناول عشاء "لشكره على مساعدته خلال الحملة". تنبع التهم الجنائية من التحقيق الذي أجراه المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براغ، في المدفوعات، التي تم إجراؤها خلال الحملة الرئاسية لعام 2016، للنساء اللائي زعمن أنهن لديهن علاقات خارج نطاق الزواج مع ترامب، وهو ما ينفيه. كما قال ممثلو الادعاء، الثلاثاء، إنهم يعتزمون أن تكون الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانيلز شاهدًة في القضية ضد الرئيس السابق. وينفي ترامب ارتكاب أي مخالفات، وقال محاموه إنهم سيكافحون لإسقاط التهم. وفي مؤتمر صحفي عقب استدعاء ترامب لمحكمة مانهاتن، الثلاثاء، قال المدعي العام في مانهاتن، ألفين براج: "بموجب قانون ولاية نيويورك، يعتبر تزوير السجلات التجارية بقصد الاحتيال وقصد إخفاء جريمة أخرى. هذا هو بالضبط ما تدور حوله هذه القضية: 34 إفادة كاذبة تم الإدلاء بها للتغطية على جرائم أخرى. هذه جرائم جنائية في ولاية نيويورك". وقال براغ: "بغض النظر عن من تكون، لا يمكننا ولن نطبيع السلوك الإجرامي الخطير". بعد إخلاء سبيله على ذمة القضية، أقلعت طائرة الرئيس الأمريكي السابق من مطار لاغوارديا في نيويورك، مساء الثلاثاء، عائدًا إلى مقر إقامته في منتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا، حيث من المتوقع أن يدلي بتصريحات في وقت لاحق الليلة. إجراءات المثول وعندما يمثل أشخاص متهمون جنائيا أول مرة أمام محاكم في الولاياتالمتحدة، فإن عدة إجراءات روتينية يجري القيام بها معهم. وبموجب قانون ولاية نيويورك، يتعين أخذ بصمات أي شخص وُجه إليه اتهام جنائي، في حين يظل التقاط صورة للشخص الموقوف أمرا مرتبطا بتقدير هيئات إنفاذ القانون. وتشمل تلك الإجراءات أخذ بصمات اليد، إلى جانب التقاط صورة وتقييد اليدين بالأصفاد، وهي أمور تثير لغطا في حالة الرئيس الجمهوري السابق. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين، أن ترامب لن يلتقط صورة التوقيف المعتادة، لسبب بسيط وهو أنه شخص معروف على نطاق واسع، وليست ثمة حاجة إلى أخذ صورة جديدة له. ويجري التقاط صورة للشخص الذي يواجه اتهاما جنائيا، تحسبا لاستخدام تلك الصورة في البحث عنه، إذا لاذ بالفرار، ولم تتمكن السلطات من إحضاره إلى المحكمة. وفي حالة ترامب، يبدو هذا الأمر غير وارد، لأنه يتحرك أصلا تحت حماية عناصر الخدمة السرية، وهي مؤسسة أميركية، وبالتالي، فهو تحت أعين السلطات باستمرار. في غضون ذلك، كانت صحيفة "ديلي ميل"، قد قالت إن ترامب لن يخضع للتقييد بالأصفاد عندما يمثل أمام المحكمة، لأن الأمر ينطوي على رمزية كبيرة.
