منذ حفله الأخير ضمن فعاليات مهرجان الحفلات الكبرى للرباط، رافق الجدل مغني الراب طه فحصي، الشهير فنيا ب"طوطو"، ليتوالى في الندوة الصحافية التي تكلم فيها عن "الحشيش"، مرورا بأحداث الشغب التي شهدها مهرجان البولفار، ووصولا إلى القضاء. وبسبب تصريحاته الأخيرة، يواجه "طوطو" حاليا أزمة صعبة، والتي قد تؤثر بشكل كبير على مشواره الفني، والأسوء أن يتم اعتقاله بتهمة التشهير والتهديد والسب والقذف. هذه الأزمة، خلقت جدلا واسعا، حيث انقسمت الآراء بين من يهاجمه ويطالب بمعاقبته مثله مثل أي مواطن، وبين من يسانده ويطالب بمسامحته، خصوصا بعد اعتذاره. ويرى عدد من المواطنين، أن "طوطو" يمثل قدوة سيئة لمجموعة من متابعيه الذين أغلبهم من المراهقين والشباب، ويجب معاقبته ليكون عبرة لمجموعة من الأشخاص، وقال أحدهم: " طوطو مكانه بالسجن بسبب المخالفات اللاقانونية التي قام بها، توجه الأشخاص للمحكمة للشكاية به هو تصرف راقي، ومعاقبته ستكون تمهيدا لمجموعة من الأشخاص". وقال مدون آخر: "القانون فوق الجميع الا جينا لي عتاذر نسمحو ليه راه مشكل كبييير اديرو المصائب و يجيو اعتاذرو تولي عادة المهم هذا درس لطوطو باش اعاود الحسابات ديالو راه ماثر على جيل كامل ديجا معطوب نزيدو نعطبوه و نشجعوه على الانحطاط الفن رسالة كنتمنى منكم كفنانين توصلو للاجيال قيم جميلة و رقي". وفي المقابل، أعرب نشطاء عن تعاطفهم مع "طوطو"، حيث جاء في بعض التعليقات كالآتي: "طوطو هو الفنان الاكثر استماعا بين فناني الشرق الاوسط وشمال افريقيا في سبوتيفاي، بالدليل والأرقام، طوطو فنان حقيقي، ينتج اعمالا حقيقية، معبرة عن الجيل، صراحة انا كيعجبني كفنان وكانسان بعييييييدا على ميولاتو واش كيدير شغلو هذاك المخير فينا كيدير العجب وساترو الله". وكتب آخر: "الصراحة الله يطلق سراحه شاب في مقتبل العمر السجن ماشي حل الله يحنن عليه القلوب وبراكة من الناس الي باغية السجن راه عيب وعار نتضامنه مع هاد الشاب هو طلب الاعتذار امام ملايين المغاربة واحنا المغاربة من شيمنا واخلاقنا كنسامحه". واختارت الفنانة سناء عكرود كذلك التضامن مع مغني الراب، طه فحصي، إلى جانب الممثل عصام كمال، من خلال حسابهما الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام". ونشرت سناء عكرود تدوينة مطولة جاء فيها: " كلنا عرضة للخطأ ومن حسن الحظ أن لدينا هذه الحرية، حرية الخطأ وتكوين الخلاصات والتعلم، أظن أن الوقت قد حان لكي يجتمع المتخاصمون مع هذا الولد (جراندي طوطو) ويظهرون له حبهم ورغبتهم بالمساعدة، رأيت (كما رأى الكثيرون) خوفه وارتباكه، اعتذر واعترف بخطئه، لقد أدى واجبه، لقد اعترف بالخطأ وارتذع وأظن ان هذا هو المبتغى". وتابعت عكرود: "ليس الهدف أن نكسر شابا في مطلع الاكتشاف والعمل والنجاح، الهدف من كل هذا هو أن يتعلم ويكون مثالا للضبط والانضباط، ليس لأنه طه حفصي الذي فقد أمه (الله يرحمها) يعيش حداده بالوسيلة التي رآها مناسبة، بل لأنه جراندي طوطو، شخصية عامة قررت يوما أن تكون مؤثرة في الشباب وفي كل محبي الراب، التأثير مسؤولية وعبء، نستهين به في البداية لكننا نستوعب سطوته عندما لا نصون الأمانة". وناشدت متابعيها إلى "فلنستغل حب الشباب لهاد الولد، كلسو ( الله يرحم ليكم الولدين) جلسة "رجال"، وفضوا نزاعكم واعطوا مثلا حكيما وهادئا لكل الشباب في الحب والثقة، وأخبروا الشباب ان الاعتذار هو وسيلة الشجعان و الواثقين، وان المخطئ عندما يعتذر لا نمعن في اذلاله واخافته، عافاكم قولوا للشباب بأن : الخطأ مدرسة، و ان الاعتراف بالخطأ هو شجاعة و وسيلة نبيلة للنجاة". كما كتب عصام كمال تدوينة جاء فيها: " طوطو ما سبقش ليا تلاقيت بيه و غير متفق تماما مع ما يتداوله من كلام خاسر في أغانيه أو على خشبة المسارح. وتابع: "لكن بغيت نقول بأن طه أخطأ و اعترف بالخطاء ديالو و اعتذر للجميع و "خير الخطائين التوابون". نتمنى يكون فهاد شي لي وقع عبرة لكل واحد تيفكر يضرب عرض الحائط القانون و اعراف و قيم و أخلاق المجتمع المغربي، لكن حاليا الهدف ماشي هو ندخلو طوطو أو طه للحبس و نخليوه يحقد هو و جيل كامل من فناني و محبي فن الراب لي فارض راسو بقوة بغينا ولا كرهنا". وختم تدوبنته قائلا: "كلنا شفنا طه أثناء اعتذاره و هو في حالة ذعر لا يحسد عليها، كنتمنى القلوب ترطاب و تقبل اعتذار طه و نطويو هاذ الصفحة بلا ما نخليو العديان يتشفاو فينا اكثر! و عندي شبه يقين أن طه غيدير عقلو ان شاء الله و غيستغل الشهرة ديالو فإيصال رسائل إيجابية للشباب المغربي. و الله سبحانه و تعالى غفور رحيم، الولد مذعور و قدم اعتذارو علنا للجميع و هذي شجاعة منو أنه يبين الضعف ديالو للملأ بعدما كان يتحدى الجميع، ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء ". وكانت قد قررت المحكمة الابتدائية بعين السبع، الدارالبيضاء، إخلاء سبيل مغني الراب طه فحصي المشهور بلقب "طوطو". وأكدت مصادر مطلعة لجريدة "القناة"، أن تمت متابعت "طوطو" في حالة سراح بكفالة مالية قدرها 20 ألف درهم. وفي سياق متصل، أكد المصدر ذاته، أن محامي كل من الفنان عبد الوهاب الدكالي، والملحن عبد الله عصامي، والملحن مولاي أحمد العلوي، قد قرروا أن يتنازلوا عن الشكايات التي قدموها ضد "طوطو"، في انتظار قرار محامي محمد التيجيني. وتم تقديم طوطو، صباح اليوم الأربعاء، أمام أنظار النيابة العامة بعد قضائه مدة 48 ساعة رهن الحراسة النظرية بولاية الأمن بالدارالبيضاء. ووضعت ضد طوطو، 5 شكايات تتعلق بالقذف والإهانة والتحريض والتهديد بالعنف، سجلها في حقه كل من الصحافي محمد تيجيني، وعبد الوهاب الدكالي، وعبد الله عصامي، ومولاي أحمد العلوي، وأحد عناصر قوات حفظ النظام الذي كان يتولى تدبير السير والجولان بالدارالبيضاء.