أثارت واقعة اعتقال عناصر الشرطة بمنطقة يعقوب المنصور بولاية أمن الرباط، نهاية الأسبوع المنتصرم، ل10 أشخاص، من بينهم مفتش شرطة يعمل بدائرة أمنية، الغرابة والتساؤل خاصة وأن الواقعة ذات صلة بتجارة الزئبق الأحمر، حيث الاشتباه في المعتقلين لارتباطهم بشبكة إجرامية متورطة في النصب والاحتيال وانتحال صفة ينظمها القانون والاحتجاز والسرقة. قصة الاعتقال وتمكنت عناصر الشرطة بمنطقة يعقوب المنصور بولاية أمن الرباط، يومي الجمعة والسبت الماضيين، من توقيف عشرة أشخاص، من بينهم مفتش شرطة يعمل بدائرة أمنية، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية متورطة في النصب والاحتيال وانتحال صفة ينظمها القانون والاحتجاز والسرقة. وحسب المعلومات الأولية للبحث، فقد عمد أحد المشتبه فيهم إلى النصب على الضحية بدعوى تمكينه من مادة الزئبق الأحمر لاستعمالها في مجال "الرقية"، مقابل مبلغ مالي يناهز مليون درهم، وذلك قبل أن يتم استدراج مساعد للضحية تكلف بتسليم مبلغ الاتفاق، والذي تم تعريضه للاحتجاز والسرقة بمساهمة وتواطؤ من باقي المشتبه فيهم الذين انتحل البعض منهم صفات ينظمها القانون. وقد أوضحت الأبحاث والتحريات المنجزة أن من بين المتورطين في هذه القضية، شخص من ذوي السوابق القضائية في النصب، وموظفين اثنين معزولين منذ سنوات من أسلاك الشرطة، تم العثور بحوزتهم على مبالغ مالية متفرقة من عائدات هذا النشاط الإجرامي، والذين يشتبه في كونهم استفادوا من تواطؤ ومشاركة مفتش الشرطة الموقوف مقابل وعود بمنحه مزايا مالية. وقد تم إيداع المشتبه فيهم العشرة تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي لازال متواصلا في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع الملابسات والخلفيات الحقيقية المحيطة بهذه القضية، وكذا توقيف كل من ثبت تورطه في ارتكاب أفعال التنفيذ المادي لهذه الجريمة أو المشاركة فيها. ما هو الزئبق الأحمر؟ يعد "الزئبق الأحمر" مادة مثيرة للجدل، إذ يؤمن البعض بوجودها فيما يعتبرها آخرون أسطورة. ووفق صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن الشائعات بخصوص هذه المادة انتشرت في السبعينات من القرن الماضي عندما راج حديث عن قيام خبراء نوويين سوفياتيين بإنتاج مادة متفجرة غامضة ذات قوة تدميرية لا يمكن تصورها. وأضافت الصحيفة، في تقرير سابق عن "الزئبق الأحمر"، أنه على الرغم من العديد من التحقيقات الرسمية تنكر وجود هذه المادة، إلا أن الأسطورة "ترفض الموت". وبالإضافة إلى الحديث عن ارتباطاتها بأسلحة الدمار الشامل، فقد راج أيضا أن الإرهابيين يحاولون باستمرار امتلاك هذه المادة الخرافية. ووفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في وقت سابق، فإن عناصر تنظيم داعش الإرهابي، مثلهم مثل صانعي القنابل الطموحين، حاولوا أيضا الحصول على هذه المادة. وعموما، فإن "الزئبق" الأحمر أضحى مادة احتيال معروفة، إذ تحرك أطماع الباحثين عن الثراء السريع، لكنها الحديث بشأنها يُعاند الحقائق العلمية، وفق نيويورك تايمز.