أشاد مسؤولون وفاعلون أفارقة، اليوم الجمعة بدار السلام، عاليا، بالدور الريادي الذي يضطلع به الملك محمد السادس في تعميق التعاون بين علماء القارة الإفريقية وتوطيد أواصر الأخوة بين شعوبها. وأجمع المتحدثون، بمناسبة افتتاح الأطوار النهائية للدورة الثالثة لمسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده، التي تعقد من 11 إلى 14 غشت الجاري برحاب مسجد محمد السادس بدار السلام (جمهورية تنزانيا الاتحادية)، على أهمية المبادرات "الهامة والنبيلة" التي ما فتئ يرعاها الملك خدمة للدين الحنيف والعناية بالقرآن الكريم وأهله. وفي هذا الصدد، أعرب نائب رئيس الحزب الحاكم في جمهورية تنزانيا، عبد الرحمان عمر كينانا، في كلمته الافتتاحية، عن سروره بالحضور كضيف شرف في هذا "الحدث الهام والكبير"، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، مؤكدا اعتزاز بلاده باحتضان هذه الدورة الثالثة التي تعد "أهم مسابقة للقرآن الكريم في القارة". كما استحضر الزيارة الهامة التي قام بها الملك إلى تنزانيا سنة 2016، والتي أعطى خلالها انطلاقة أشغال بناء هذا المسجد "الكبير والجميل والمتميز في القارة"، مشيرا إلى أن الزيارة الملكية ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات الجيدة والودية بين البلدين والروابط الأخوية بين الشعبين. من جهته، عبر رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بتنزانيا، مفتي البلاد، الشيخ أبو بكر الزبير بن علي امبو انا، عن امتنانه وشكره الجزيل لأمير المؤمنين صاحب الملك محمد السادس، نصره الله، على العناية التي يوليها بالقرآن الكريم وأهله. وثمن المبادرة الملكية "القيمة والنيرة" المتمثلة في إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، "والتي جاءت لتكون خير وسيلة لوحيد الصفوف ولم الشمل وتبادل الخبرات بين العلماء الأفارقة". كما نوه مفتي تنزانيا باختيار بلاده لتنظيم هذه الدورة الثالثة من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده، و"التي ستعود بالنفع على البلاد". وفي تصريح للصحافة، أشاد رئيس فرع المؤسسة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، مانغالا لوابا عبد الله، بهذه "المبادرة الدينية النبيلة"، التي تم إطلاقها تحت رعاية أمير المؤمنين الملك محمد السادس، بغية العناية بكتاب الله العزيز والتشجيع على حفظه مع التفسير الصحيح لآياته، مشيدا بجهود الملك، "الذي ما فتئ يحرص على إشاعة الإسلام السمح في شتى أرجاء العالم". من جانبه، قال رئيس فرع المؤسسة بجمهورية البنين، عبد الرحيم شيتو ساني، إن "هذه المسابقة ما كانت لترى النور لولا الرعاية السامية لأمير المؤمنين الملك محمد السادس والعناية الكريمة الذي مافتئ يحيط بها المسلمين والعلماء في القارة برمتها، لا سيما من خلال مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي قدمت الكثير، منذ إحداثها، للمسلمين الأفارقة، خاصة عبر هذه المسابقة التي تشجع الناشئة على حفظ القرآن الكريم، فضلا عن دعمها العلماء الأفارقة، بما يعزز تشبث المسلمين بالإسلام والقرآن الكريم". يشار إلى أن هذه المسابقة القرآنية تشهد حضور رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة من 34 بلدا إفريقيا، ومشاركة ثمانية وثمانين (88) متسابقا يمثلون فروع المؤسسة الأربعة والثلاثين، الذين سيتنافسون على مدار ثلاثة أيام على المراكز الأولى في ثلاثة فروع؛ وهي فرع الحفظ الكامل مع الترتيل برواية ورش عن نافع، وفرع الحفظ الكامل مع الترتيل بمختلف القراءات والروايات الأخرى)، وفرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل. وتروم هذه المسابقة، التي تنظم تنفيذا لتوصية المجلس الأعلى للمؤسسة المنعقد بفاس في دورته الثانية يومي 3 و4 نونبر 2018، الرامية إلى إجراء مسابقة قرآنية سنوية، العناية بكتاب الله تعالى حفظا وتجويدا، وربط الناشئة والشباب الافريقي المسلم بكتاب الله العزيز وتشجيعهم على حفظه وترتيله وتجويده، وكذا التشجيع على إتقان الحفظ للقرآن الكريم مع حسن الأداء ومراعاة قواعد التجويد.