قالت صحيفة إسبانية إن مدريد تنتظر ما ستقدمه الرباط في مقابل التغير التاريخي في موقفها بشأن قضية الصحراء المغربية، فيما تلوح الرباط بورقة الاقتصاد لتقوية علاقاتها بجارتها. ونقلت صحيفة "دياريو قرطبة" أن الرباط تغري مدريد بالفرص الاقتصادية الممكنة بين البلدين كجزء من مجالات التعاون الأخرى التي تشمل الأمن ومكافحة الإرهاب. وأوضحت الصحيفة أن وكالة المغرب الرسمية للأنباء تكفلت بالحديث عن الفرص الاقتصادية التي تمثلها المملكة عشية زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز إلى الرباط. وعلى مدى ثماني سنوات، كانت إسبانيا أول مورد وزبون للمغرب، مما أعطى مشغليها الاقتصاديين مكانة خاصة ووصولا سلسا إلى السوق المحلية، بحسب التقرير. ومن المجالات التي يسعى المغرب إلى التعاون مع إسبانيا فيها هناك صناعة السيارات وشركات التوريد وقطاع النسيج والسياحة. وأوضح التقرير أن الاقتصاد جزء من قائمة التعاون في المرحلة الجديدة، إذ أن القصر الرئاسي الإسباني أقر بأن سانشيز ومحمد السادس سيتحدثان عن "الفرص الاقتصادية" وكذلك الدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب"كمحاور مع بقية أفريقيا". وأشارت الصحيفة إلى أن سانشيز سيحضر إفطارا رمضانيا في القصر الملكي المغربي وهي لفتة تفسر في كلا البلدين على أنها دليل قاطع على نهاية الأعمال العدائية. وأكد المغرب وإسبانيا إرادتهما فتح مرحلة جديدة من الشراكة بعد أزمة دبلوماسية استمرت نحو عام، بحسب ما أفاد بيان للديوان الملكي المغربي أعقب محادثات بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز. ويزور الأخير الرباط، الخميس، لتأكيد المصالحة بين البلدين. وهي الخطوة التي باتت ممكنة بعد تغيير مدريد موقفها إزاء نزاع الصحراء المغربية، لصالح الرباط. وباتت المصالحة ممكنة بين الرباطومدريد بعدما أعلنت الأخيرة تأييد خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع حول الصحراء المغربية، متخلية بذلك عن حيادها التقليدي إزاء هذا النزاع. يقترح المغرب منح المنطقة الصحراوية الشاسعة التي يسيطر على نحو 80 بالمئة من مساحتها، حكما ذاتيا تحت سيادته كحل وحيد النزاع، بينما تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأممالمتحدة.