أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن العلاقات المغربية الموريتانية علاقات وطيدة تحكمها توجيهات قائدي البلدين بالحفاظ على خصوصيتها وقوتها ومتانتها. وقال بوريطة، في لقاء صحفي عقب محادثات أجراها مع نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن البلدين المغاربيين والجارين تجمع بينهما علاقات تاريخية وإنسانية مهمة، مشيرا إلى أن هذه المحادثات همت سبل تطوير هذه العلاقات، سواء في مجال التشاور السياسي أو التنسيق بين البلدين في كل القضايا، ولاسيما في المجال الإنساني، باعتباره عنصرا أساسيا في العلاقات بين البلدين، لأن الروابط البشرية والإنسانية بين المغرب وموريتانيا " جد متميزة ولا مثيل لها ". وأبرز الوزير، في هذا الصدد، أن أزيد من 60 في المائة من الطلبة العرب بالمغرب هم موريتانيون وأن عنصر التكوين وتبادل الخبرات في هذا المجال كان وسيظل ميزة أساسية في العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن موريتانيا تحظى دائما بمكانة خاصة فيما يتعلق بالمنح الدراسية وتسجيل الطلبة في المعاهد والجامعات المغربية بالنظر لعلاقات الجوار، ولكن أيضا للروابط الإنسانية القوية بين الشعبين الشقيقين. وأضاف أن المحادثات همت أيضا الاستحقاقات المقبلة، وأهمها التحضير لانعقاد اللجنة العليا المشتركة ومنتدى رجال الأعمال، مبرزا أن الطرفين اتفقا، بتوجيهات من قائدي البلدين، على عقد كافة آليات التعاون خلال الأسابيع المقبلة. على الصعيد الاقتصادي، أعرب بوريطة عن " أسفه لعدم استغلال كافة الامكانات المتاحة بين البلدين رغم التقدم المسجل في التعاون الاقتصادي الثنائي "، مؤكدا رغبة البلدين في تعزيز الاستثمارات والتبادل التجاري والمشاريع المشتركة بين رجال الأعمال المغاربة والموريتانيين. من جهة أخرى، أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المحادثات مع نظيره الموريتاني شكلت أيضا فرصة للتطرق للقضايا الإقليمية والدولية، حيث سُجل تقارب كبير في وجهات النظر وتنسيق مستمر بين البلدين. وخلص إلى أن زيارة ولد الشيخ إلى المغرب تأتي من أجل وضع الحجر الأساس لبناء السفارة الموريتانية بالمغرب، وهو حدث مهم يدل على قوة العلاقات الثنائية ورغبة موريتانيا في تسجيل حضور دبلوماسي قوي في مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية والانسانية التي تجمع بين البلدين الشقيقين.