المغرب وموريتانيا عازمان على المضي قدما في مجالات التعاون والتنسيق والتكامل أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن العلاقات القائمة بين بلاده والمغرب «متميزة وتتطور باستمرار «.
ولد الشيخ أحمد شدد خلال لقاء صحفي عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على أن العلاقات الثنائية متميزة وتتطور باستمرار، وهناك تعاون نوعي في مختلف المجالات ، مضيفا أن القطاعات الحكومية المختلفة تتبادل الزيارات والتنسيق فيما بينها بشكل دائم.
حي السويسي بالرباط كان على موعد أول أمس مع زخم إيجابي جديد وواعد لمسار العلاقات الثنائية بين المغرب و جارتها الجنوبية موريتانيا , ترجمه اشراف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، السيد اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في نفس اليوم إلى جانب عدد من السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب وممثلي المؤسسات المنتخبة والسلطات المحلية على مراسيم وضع الحجر الأساس لمقر المركب الدبلوماسي الجديد للجمهورية الإسلامية الموريتانية بالمملكة المغربية والكائن بحي السويسي بالعاصمة الرباط .
المركب، الذي روعي في تصميمه الفن المعماري الموريتاني الأصيل، سيقام على مساحة 5 آلاف و341 مترا مربعا، و سيضم كلا من المكاتب الإدارية للسفارة ومقر إقامة السفير.
سفير موريتانيابالرباط، السيد محمد ولد حناني، أكد أن " هذا المشروع الهام يشكل أحد معالم ورموز العلاقات المتميزة القائمة بين بلدينا الشقيقين "، آملا أن يشكل هذا المبنى " معلمة بارزة تساهم في توطيد العلاقات الوثيقة والمتعددة الأوجه " بين المغرب وموريتانيا.
ولد حناني أبرز أن هذه العلاقات ما فتئ قائدا البلدين، رئيس جمهورية موريتانيا، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يحرصان على الدفع بها قدما نحو مزيد من الارتقاء والتطور.
السفير الموريتاني نوه إلى أن هذا المشروع ما كان ليتحقق لولا تعاون ودعم مختلف سلطات المملكة المغربية الشقيقة المعنية التي واكبت السفارة في مسار متابعة إجراءات الحيازة الإدارية للقطعة الأرضية وتسهيل إجراءات رخصة البناء لافتا ان أن هذا التعاون يعكس نموذجا مصغرا للشراكة بين البلدين.
بدوره شدد السيد ناصر بوريطة، على أن العلاقات المغربية الموريتانية علاقات وطيدة تحكمها توجيهات قائدي البلدين بالحفاظ على خصوصيتها وقوتها ومتانتها.
و أكد بوريطة أن البلدين المغاربيين والجارين تجمع بينهما علاقات تاريخية وإنسانية مهمة، مشيرا إلى أن المحادثات الثنائية بين الطرفين همت سبل تطوير هذه العلاقات، سواء في مجال التشاور السياسي أو التنسيق بين البلدين في كل القضايا، ولاسيما في المجال الإنساني، باعتباره عنصرا أساسيا في العلاقات بين البلدين، لأن الروابط البشرية والإنسانية بين المغرب وموريتانيا « جد متميزة ولا مثيل لها «.
وأبرز الوزير، في هذا الصدد، أن أزيد من 60 في المائة من الطلبة العرب بالمغرب هم موريتانيون وأن عنصر التكوين وتبادل الخبرات في هذا المجال كان وسيظل ميزة أساسية في العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن موريتانيا تحظى دائما بمكانة خاصة فيما يتعلق بالمنح الدراسية وتسجيل الطلبة في المعاهد والجامعات المغربية بالنظر لعلاقات الجوار، ولكن أيضا للروابط الإنسانية القوية بين الشعبين الشقيقين.
على الصعيد الاقتصادي، أعرب بوريطة عن « أسفه لعدم استغلال كافة الامكانات المتاحة بين البلدين رغم التقدم المسجل في التعاون الاقتصادي الثنائي «، مؤكدا رغبة البلدين في تعزيز الاستثمارات والتبادل التجاري والمشاريع المشتركة بين رجال الأعمال المغاربة والموريتانيين.