ناشد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عددا من حكومات العالم بالإجلاء الطارئ للاعبات من أفغانستان، وذلك بعد سيطرة حركة "طالبان" على البلاد. وقال متحدث باسم "فيفا" في بيان إن "الوضع في أفغانستان لا يزال غير مستقر ومقلق للغاية، نحن لا نزال على اتصال مع الاتحاد الأفغاني لكرة القدم وأصحاب المصلحة الآخرين، ونستمر في تلقي تحديثات من اللاعبين في البلاد"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". كما طالبت منظمة اللاعبين "فيفبرو" بمساعدة اللاعبات الأفغانيات، وقالت في بيان لها إنها تعمل مع الحكومات لوضع خطة إجلاء لهن، مؤكدة أن "الطموح هو جلب أكبر عدد ممكن من الناس إلى بر الأمان". وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، ناشدت خالدة بوبال، قائدة المنتخب الوطني الأفغاني السابق للسيدات، الهيئات الرياضية "للمساعدة في تأمين لاعبينا"، لأنها تخشى على أولئك الذين تركوا تحت حكم "طالبان". وقالت بوبال، التي لعبت دورا محوريا في تشكيل أول فريق كرة قدم نسائي في أفغانستان في عام 2007: "لم أتمكن من النوم، كنت أبكي وأشعر بالعجز". من ناحيتها، قالت هالي كارتر، مساعدة مدرب سابق لمنتخب السيدات الأفغاني، وهي من بين أولئك الذين كانوا على اتصال بعدد من اللاعبات المختبئات داخل أفغانستان إنها تلقت رسالة من إحداهن تقول: "سيقتلوننا، لا يريدون أن تلعب الفتيات كرة القدم ونحن في خطر". ونصحت كارتر اللاعبات المختبئات "بالبقاء يقظات وآمنات وصابرات"، كما انضمت إلى خالدة بوبال في دعوة الهيئات الرياضية للمساعدة في حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر داخل أفغانستان. وقالت اللاعبات الأفغانيات إنهن يخشين على حياتهم بعد سيطرة "طالبان" على العاصمة الأفغانية كابول. واختبأ العديد من لاعبات كرة القدم الأفغانيات في البلاد منذ استيلاء حركة "طالبان" على السلطة. وخلال حكمهم السابق قبل حوالي 20 عاما، منعت حركة طالبان الفتيات من تلقي أي شكل من أشكال التعليم، كذلك لم تكن النساء هناك قادرات على مغادرة منازلهن دون قريب ذكر، ولم يُسمح لهن بالعمل، وأجبرن على ارتداء البرقع الذي يغطي كامل ملامحهن، وعادة ما تتعرض من ترفض الخضوع للأوامر للعقاب والضرب. وبسطت حركة طالبان [المحظورة في روسيا] سيطرتها على معظم أراضي أفغانستان؛ إثر سقوط المدن تباعا بيدها خلال أيام والسيطرة على جميع المعابر الحدودية، ومن ثم دخولها قصر الرئاسة والعديد من المواقع الحكومية في العاصمة كابول الأحد الماضي. ومع دخول حركة طالبان إلى كابول، سابقت البلدان الغربية الزمن لإجلاء دبلوماسييها والمتعاونين معها في هذا البلد في أسرع وقت، وشهد مطار كابول، الاثنين الماضي، فوضى عارمة، إذ امتلأ المطار بمئات المواطنين حاولوا الفرار من البلاد بعد سيطرة طالبان.