يحتفل سكان إنكلترا ليلة الأحد الاثنين بما أطلق عليه "يوم الحرية". وفي احتفالات في النوادي الليلية تشبه احتفالات رأس السنة، بعد 17 شهراً من الإغلاق وساحات الرقص الخالية، سيستقبل الإنكليز لحظة حلول يوم الاثنين، الموعد المقرر لإلغاء جميع قيود فيروس كورونا تقريبا في إنكلترا. لن تكون كمامات الوجه مطلوبة قانونًا بعد الآن، وستلغى قواعد التباعد الاجتماعي، والقيود على الأشخاص الذين يحضرون العروض المسرحية أو الأحداث الكبيرة. كذلك النوادي الليلية، المغلقة منذ مارس 2020، تفتح أبوابها أخيرا دون قيود على الإشغال أو كمامات أو اختبارات. يقول تريستان موفات، مدير العمليات في أحد نوادي لندن إن ناديهم حريص على فتح أبوابه مرة أخرى بعد أن خسر حوالي 55 ألف دولار شهريًا خلال الوباء. تبدأ حفلات "يوم الحرية" يوم الأحد مع العد التنازلي حتى منتصف الليل حين تفتتح حلبات الرقص. ولكن يقابل بهجة شركات الترفيه قلق عميق بشأن قرار الحكومة البريطانية بالمضي قدما في إعادة فتح الاقتصاد بالكامل ورفع القيود في وقت تنتعش فيه حالات كوفيد 19 بسرعة. سجلت أكثر من 54000 إصابة جديدة السبت، وهو أعلى رقم يومي منذ كانون الثاني/ يناير، إلا أن الوفيات الناجمة عن الفيروس لا تزال منخفضة نسبيا حتى الآن. ويكرر المسؤولون التأكيد على ثقتهم بأن طرح اللقاح في المملكة المتحدة ( تلقى 67.8 ٪ من البالغين جرعتي اللقاح) سيبعد شبح الخطر على الصحة العامة، لكن علماء بارزين وصفوا يوم الحرية بأنه تهديد للعالم بأسره. وقع 1200 عالم رسالة أرسلت إلى المجلة الطبية البريطانية The Lancet، ينتقدون فيها قرار الحكومة. وحذر كبير المسؤولين الطبيين لرئيس الوزراء بوريس جونسون، كريس ويتي، من "الوقوع في المشاكل مرة أخرى بسرعة مفاجئة". وقلل جونسون نفسه من شأن الحديث عن الحرية وشدد على أن الحياة لن تعود على الفور إلى ما كانت عليه قبل الجائحة. ويقول علماء أن اللقاحات ليست مضمونة، لا سيما ضد المتحورات الجديدة المحتملة التي يمكن أن تظهر بعد السماح للأشخاص بالاختلاط دون احتياطات خلال فصل الصيف. ويخشى من كون النوادي الليلية على وجه الخصوص هي مناطق انتشار قوية، لأن قاعدة عملائها الأساسيين هم أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا، وهم بالكاد بدأوا بتلقي الجرعات الأولى في البلاد. حث جونسون النوادي الليلية وغيرها من الأماكن التي ترتادها حشود كبيرة على اللجوء إلى شهادة تبين حالة كوفيد لدى الزبائن ك"مسألة مسؤولية اجتماعية"، إلا أنه ليس هناك أي شرط قانوني يحتم ذلك. في استطلاع سريع شمل 250 حانة وناد ليلي أجرته جمعية الصناعات الليلية في الأسبوع الماضي، قال 83٪ من أصحاب الأعمال إنهم لن يسألوا الناس عن وضع كوفيد لديهم. أدى قرار جونسون بإلغاء الشرط القانوني لتغطية الوجه في الأماكن العامة الداخلية أيضًا إلى انقسام الرأي وبث بعض الارتباك. بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء أن الأقنعة ما زالت "متوقعة وموصى بها" في الأماكن المغلقة المزدحمة ولكنها ليست إلزامية، ناقض عمدة لندن صادق خان الرسالة، قائلاً إن الركاب في مترو الأنفاق والحافلات يجب أن يستمروا في ارتدائها.