كشف وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس عن ولادة هولدينغ إعلامي عمومي ضخم، يجمع تحت مظلة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كلا من القناة الثانية والقناة الإخبارية ميدي 1، وذلك وفق هيكلة جديدة لقنوات القطب العمومي. وأوضح الفردوس، صباح اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، بمجلس النواب، أن الأهداف الأساسية لهذا الورش الذي جاء تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تكمن في تحسين جودة المنتوج الإعلامي الوطني، ونيل رضا المواطن المغربي سواء فردا أو عائلة، والتركيز على محتوى القرب الوطني المحلي، وتسريع التحول الرقمي، وخلق هوامش مالية وتقنية جديدة داخل هذا القطب، وترشيد النفقات الخارجية، والتكوين المستمر من أجل تمكين الموارد البشرية من مسايرة التطور. وأكد المسؤول الحكومي، أن هذا لورش جاء في ظل الانخفاض الكبير في الموارد الإشهارية بالنسبة للقنوات، لصالح المنصات الرقمية، حيث أن 84 بالمائة من المغاربة يستعملون تطبيق "واتساب" و15 مليون يستعملون "إنستغرام"، مما انعكس سلبا على القنوات الوطنية، حيث سُجّل انخفاض في موارد القناة الثانية من الإشهار، مما ساهم في ارتفاع حجم مديونيتها البنكية إلى 190 مليون درهم بزيادة 56 مليون درهم عن السقف السموح به، الشيء الذي يوضح صعوبة استمرار نموذجها الاقتصادي، كما أن نموذج "ميدي 1 تيفي"، كقناة إخبارية، لا يمكن تمويله بالكامل بالاعتماد على الإشهار، حيث انخفض رقم معاملاتها ب63 بالمائة في فترة الجائحة.
وأضاف أن تحول SNRT إلى شركة قابضة، سيتم بمراعات الخط التحريري لكل قناة، والاحتفاظ ببرمجتها الخاصة، مع إحراء بعض التعديلات، تهدف على الخصوص إلى تحويل "ميدي 1 تيفي" إلى قناة إخبارية مستمرة في خدمة المواطن المغربي. واسترسل أنه سيعمد إلى هيكلة القطب العمومي، من خلال الجمع بين SNRT و 2M SOREAD و MEDI1 TV وفقا لمنطق يسمح لمساهم الدولة بإدارة ممتلكاته بشكل استراتيجي وفقا لرؤية متكاملة، عبر ثلاث مراحل، تعنى الأولى بعملية "أكورديون" على رأسمال 2M SOREAD و MEDI1-TV، والمرحلة الثانية سيتم خلالها دمج راديو MEDI1 و REGIE3) فرعها بنسبة 100 بالمائة)، في القطاع العام بعد التقييم من قبل خبراء مستقلين، أما خلال الرحلة الثالثة، ستتحول خلالها "SNRT" إلى شركة القابضة باسم تجاري جديد مع شركات مهنية. وكشف الفردوس خلال استضافته مساء أمس الاثنين، في النشرة الإخبارية للقناة الأولى، أن SNRT تحولت إلى شركة قابضة، وأنها دخلت رأسمال القناة الثانية بنسبة مائة في المائة ورأسمال قناة ميدي 1، الموجود مقرها في طنجة، وأن الغرض من هذا الهولدينغ، سيمكن من خلق هوامش للتمويل والتنمية، سواء في ما يخص التسويق أو الاستراتيجية الاشهارية، وهوامش في ما يخص تكوين الموارد البشرية. وأشار الوزير، الذي تشرف وزارته على قطاع الاتصال، إلى أن مشروع هيكلة القطب العمومي، بدأت دراسته منذ سنوات، وأن تداعيات الجائحة، عجلت بإخراجه إلى النور، وأن من أهدافه الرئيسية الجودة الإعلامية فردا وعائلة، وتحقيق إعلام قرب. واعتبر الوزير أن الجائحة شكلت تهديدا لنمط الاستهلاك السمعي البصري المغربي، وخلقت تغييرات كبيرة، أثرت على الموارد الإشهارية لكنها بالمقابل، كشفت عن حاجة المواطن للقطب العمومي، إذ لجأ المغاربة إلى قنواته بحثا عن المعلومات اليقينية. كما أشار إلى أنه خلال العامين الأخيرين تميزت البرامج التلفزية الناجحة، بكونها برامج مغربية الصنع، ما يشجع على اعتماد المنتوج المحلي. وحسب الفردوس، فإن تنزيل مفهوم القطب العمومي يراعي أيضا مكونين أساسين هما : مكون التحول الرقمي، ومكون تجزئة الجمهور، معتبرا أن 90 في المائة من المغاربة يستعملون تطبيق التراسل الفوري واتساب، و15 مليون مغربي موجودون على أنستغرام مثلا.