أثارت صورة مرشحة للانتخابات المحلية الفرنسية وهي ترتدي الحجاب، على ملصقات خاصة بالحملات الانتخابية، ردود فعل، بعضها أكثر حدة وبخاصة من الأحزاب اليمينية المتطرفة بل ومن حزب "الجمهورية إلى الأمام" نفسه، الذي تنتمي إليه سارة زماحي، التي ظهرت رفقة مرشحين آخرين عن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمي ليمين الوسط، في صور تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي. وتنوي سارة زماحي الترشح للانتخابات المحلية، كمرشحة بديلة، والتي ستشهدها فرنسا في يونيو/ حزيران 2021 بناحية مونبولييه، بمقاطعة هيرولت. ودفعت هذه الصورة التي تظهر فيها سارة مرتدية حجابا، "إدانة" من رئيس الحزب ستانيسلاس غيريني وتأييد العديد من النواب. La soumission et le déshonneur frappent de plein fouet le macronisme Sara Zemmahi candidate voilée En Marche est aussi vice-présidente de l'association freriste Tabassam proche de Tariq Ramadan ! pic.twitter.com/bdHmybWGok — Eric Ciotti (@ECiotti) May 11, 2021 وتعتبر سارة زماحي، ذات ال26 سنة ، مهندسة في علم الأحياء، خريجة جامعة مونبولييه، وهي نائبة رئيس جمعية " تبسم". و لم يتسن، جمع معلومات عن سارة سوى ما ذكرته عبر حسابها لينكد إن، حيث تبدو من خلال المعلومات التي ضمنتها الحساب، أنها تخرجت في كلية العلوم بجامعة مونبولييه، عام 2016 ، ونالت الماستر عام 2020 في مراقبة الجودة بمجال الصحة. وتشغل سارة زماحي، نائبة رئيس جمعية " تبسم" وهي منظمة من منظمات المجتمع المدني، تهدف إلى تعزيزالسبل الكفيلة لنجاح الشباب، وتشجيع تبادل المهارات ومساعدة الفئات الأكثر حرمانا كما تسعى إلى تقديم الدعم الإنساني الدولي، لدول شمال إفريقيا. من جهته، استنكر النائب عن "الجمهوريون" عن منطقة آلب ماريتيم، إيريك سيوتي، ارتداء المرشحة سارة للحجاب، واصفا جمعيتها بأنه متعاطفة مع أفكار "الإخوان المسلمون" و بشكل خاص، من "طارق رمضان"، المفكر الإسلامي وحفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين. ووجه جوردان بارديلا ، الرجل الثاني في حزب التجمع الوطني، اليميني ، رسالة إلى الوزير مارلين شيابا المكلفة بشؤون المواطنة،عبر تغريدة قال فيها" "يوجد ملصق ضمن حملة انتخابية تظهر من خلاله سارة زماحي، مرشحة للانتخابات المحلية إلى جانب ثلاثة من زملائها، هل هذه هي الحرب ضد الانفصالية؟". وخلال مقابلة تلفزيوينة مع قناة BFMTV، اتهم بارديلا سماح زماحي بأنها تتبنى أفكارا إسلامية " متشددة" من جانبه، قال رئيس حزب "الجمهورية إلى الأمام" ستانيسلاس غيريني : "القيم التي يتبناها حزب "الجمهورية إلى الأمام لا تتوافق مع التباهي بإظهار الرموز الدينية في ملصقات انتخابية" مضيفا " إما أن تغير الصورة، أو نسحب دعم الحزب لها" واعتبرت ساندرين روسو القيادية في حزب الخضر الفرنسي، ونائبة رئيس جامعة ليل (شمال فرنسا) أن "ارتداء الحجاب لم يعد في كثير من البلدان قضية سياسية" واتهمت رئيس حزب "الجمهورية إلى الأمام ستانيسلاس غيريني الذي أبدى عدم موافقة حزبه على ظهور سارة وهي مرتدية الحجاب "أنت تريد إرضاء الحزب اليميني المتطرف" معتبرة تصريحه بأنه "خطأ سياسي و أخلاقي" على حد قولها. كما ضمنت تغريدتها صور نائبات في البرلمان السويدي والهولندي وأخرى لعضو الكونغرس الأمريكي، إلهان عمر، وكل الصور تظهرهن مرتديات للحجاب. من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال "من الناحية القانونية ، لا شيء يمنع الشخص من الترشح لانتخابات برمز ديني، بما يشمل الأمر في هذه الحالة الحجاب". كما اعتبر بعض النواب في البرلمان رفض "ترشح سارة، هو تمييز ضدها" على حد قول النائبة في البرلمان، نعيمة موتشو "ازدراء القانون هو أجندة الأحزاب اليمينية المتطرفة " وقالت كورالي دوبوست، إحدى قياديات "الجمهورية إلى الأمام" : "أنا لا أتفق مع حزبي السياسي، بشأن ما قيل عن هذه المهندسة الشابة، التي تقوم بأعمال تطوعية ثم تنضم إلى حزب لتعزيز القيم التقدمية ، سواء كانت محجبة أو غير محجبة ، فهي مرحب بها بيننا". وأفاد زعيم كتلة النواب الجمهوريين (يمين) في الجمعية الوطنية داميان أباد أن طرح مشروع قانون لفرض "الحياد الديني عندما يكون المرء مرشحًا في الانتخابات" أمر يستدعي التفكير بشأنه على حد قوله. وفي يناير/كانون الثاني، كشفت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان مقترح قانون حول منع "الإيديولوجيات الإسلاموية"، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية التي تبرز فيها كأبرز منافس للرئيس إيمانويل ماكرون. ويهدف حزب "التجمع الوطني" الذي تتزعمه لوبين إلى حظر "الأزياء الإسلاموية" في الفضاء العام، وأبرزها حجاب الرأس. ويمنع حالياً في فرنسا ارتداء الحجاب، وكل الرموز الدينية الظاهرة، في المدارس كما يجب على موظفي الدولة التزام مبدأ "الحياد" إزاء الأديان. واعتبر الوجه الثاني في "التجمع الوطني" جوردان بارديلا أن "الحجاب لباس متشدد يسعى للانفصال" عن الجمهورية.