الأطفال الفقراء في المغرب يقدرون بحوالي 1.2 مليون طفل سنة 2014، أي ما يعادل 11 في المائة من إجمالي الأطفال المغاربة، هذه واحدة من الخلاصات التي خلصت إليها دراسة أعدتها المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي للطفولة الذي يتزامن مع 25 ماي من كل سنة. وأشارت المندوبية إلى أن معدل الفقر متعدد الأبعاد لدى الأطفال انتقل من 43,6 في المائة سنة 2001 إلى 24,1 في المائة سنة 2007 و11 في المائة سنة 2014. وبذلك يكون عدد الأطفال الفقراء قد انخفض من 4,9 مليون طفل في سنة 2001 إلى 1.2 مليون طفل سنة 2014، أي بمتوسط انخفاض سنوي قدره في 10,0 في المائة من إجمالي عدد الأطفال في وضعية فقر. وأكدت الدراسة، التي توصلت « القناة » بنسخة منها، « أن الإلمام بواقع الظروف المعيشية للطفل وبالرهانات والتحديات المرتبطة بها يساهم في بلورة أفضل للإجراءات العملية التي تسعى للحد من اتساع رقعة انتقال الفقر بين الأجيال وتعزيز السياسات العمومية لصالح الفقراء والحد من تفاوت الفرص وتحسين الأداء والقدرة التنافسية للموارد البشرية في المستقبل. وحسب الفئة العمرية، يلاحظ أن الفقر متعدد الأبعاد ينتشر أكثر بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات بمعدل يصل إلى 21 في المائة مقابل 7.3 في المائة بالنسبة للفئة العمرية 7-14 سنة. كما يتضح جليا، من خلال الدراسة، أن الفقر متعدد الأبعاد للأطفال هو ظاهرة قروية بامتياز، حيث انخفض معدل انتشار هذا الفقر في المجال الحضري من 11.8 في المائة سنة 2001 إلى 6.1 في المائة سنة 2007 ثم 2.4 في المائة سنة 2014. أما بالنسبة للوسط القروي، فقد سجل على التوالي 74.6 في المائة و46.9 في المائة و22 في المائة. وفي نفس السياق يبين التوزيع المجالي للأطفال الفقراء أن 88 في المائة منهم يعيشون في المناطق القروية في حين يشكل الأطفال القرويون نسبة 48 في المائة من مجموع الأطفال المغاربة. أما على المستوى الجهوي، فإن وتيرة خروج الأطفال من الفقر تعرف تباينا من جهة إلى أخرى، فقد انتقلت نسبة الأطفال الفقراء، بين 2001 و2014، من 59.8 في المائة إلى 16.5 في المائة بجهة « مراكش–آسفي »، ومن 46.6 في المائة إلى 10 في المائة بجهة « طنجة-تطوان–الحسيمة » ومن 44.6 في المائة إلى 14.6 في المائة بجهة « بني ملال–خنيفرة ». كما تظهر الدراسة أن ظاهرة فقر الأطفال هي إعادة إنتاج اجتماعي لفقر الكبار و نتاج لظروف معيشية سيئة، يفوق معدل فقر الأطفال المنتمين للأسر التي تضم 6 أطفال أو أكثر(28,0% ) بأربع مرات المعدل المسجل لدى الأسر التي لديها طفل واحد (%6،5) سنة 2014. ويؤثر جنس رب الأسرة على وضعية الأطفال اتجاه الفقر. فقد بلغ معدل فقر الأطفال 2.11 في المائة بالنسبة للأسر التي يرأسها رجل مقابل 6.8 في المائة بالنسبة للأسر التي ترأسها امرأة. ويلعب المستوى التعليمي لرب الأسرة دورا مركزيا في تحديد مستوى الفقر بين الأطفال، حيث ينتقل معدل الفقر بين الأطفال من0,5 في المائة بالنسبة لأطفال رب اسرة ذو مستوى تعليمي عالي إلى 16.4 في المائة بالنسبة لأطفال رب أسرة لا يتوفر على أي مستوى تعليمي. وفي السياق نفسه، يؤثر المستوى التعليمي للأم في مستوى عيش الأطفال بشكل أكبر من نظيره للأب. ففرص الإفلات من الحرمان بالنسبة لأطفال الأمهات الحاصلات على مستوى تعليمي عالي (22,5 في المائة) هي أكبر بمرتين من فرص أطفال الآباء ذوو نفس المستوى التعليمي (10,3في المائة ). وحسب الفئة السوسيو-مهنية لرب الأسرة، فقد انتقل معدل فقر الأطفال من25,4 في المائة بالنسبة لأطفال رب أسرة من فئة « المستغلون الفلاحيون »، إلى 24,3 في المائة بالنسبة لفئة « العمال والعمال اليدويون في الفلاحة والصيد »، 11,3 في المائة، بالنسبة لفئة « العمال اليدويون غير الفلاحيين » و8,9 في المائة بالنسبة لفئة « حرفيون وعمال مؤهلون ».