قال الملك محمد السادس مساء اليوم الأربعاء، في خطابه الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال21 لجلوسه على العرش، إن الهدف من كل المشاريع والمبادرات والإصلاحات التي قام بها المغرب لمواجهة جائحة كورونا وكشف عنها في جزء من خطابه لليوم "هو النهوض بالتنمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية". اقرأ أيضا: خطاب العرش. الملك يشكر المغاربة: أبنتُم عن وطنيتكم بمشاهد لا تُنسى في فترة الحجر الصحي اقرأ أيضا: الملك: أدعو المغاربة إلى الاستعداد لموجة كورونا الثانية.. وسنضخ 120 مليار درهم لإنعاش الاقتصاد الوطني "ويأتي في مقدمة ذلك، توفير الحماية الاجتماعية لكل المغاربة، التي ستبقى شغلنا الشاغل، حتى نتمكن من تعميمها على جميع الفئات الاجتماعية"، يضيف الملك الذي أكد أيضا: "وقد سبق لي دعوت في خطاب العرش لسنة 2018، للتعجيل بإعادة النظر في منظومة الحماية الاجتماعية، التي يطبعها التشتت، والضعف في مستوى التغطية والنجاعة.. لذا، نعتبر أن الوقت قد حان، لإطلاق عملية حازمة، لتعميم التغطية الاجتماعية لجميع المغاربة، خلال الخمس سنوات المقبلة". اقرأ أيضا: (فيديو) النص الكامل للخطاب الملكي السامي من قصر تطوان بمناسبة عيد العرش ودعا الملك للشروع في ذلك تدريجيا، ابتداء من يناير 2021، وفق برنامج عمل مضبوط، بدءا بتعميم التغطية الصحية الإجبارية، والتعويضات العائلية، قبل توسيعه، ليشمل التقاعد والتعويض عن فقدان العمل. "ويتطلب هذا المشروع إصلاحا حقيقيا للأنظمة والبرامج الاجتماعية الموجودة حاليا، للرفع من تأثيرها المباشر على المستفيدين، خاصة عبر تفعيل السجل الاجتماعي الموحد"، يقول الملك الذي أضاف أنه "ينبغي أن يشكل تعميم التغطية الاجتماعية، رافعة لإدماج القطاع غير المهيكل، في النسيج الاقتصادي الوطني". "لذا، ندعو الحكومة، بتشاور مع الشركاء الاجتماعيين لاستكمال بلورة منظور عملي شامل ، يتضمن البرنامج الزمني، والإطار القانوني، وخيارات التمويل، بما يحقق التعميم الفعلي للتغطية الاجتماعية.. ولبلوغ هذا الهدف، يجب اعتماد حكامة جيدة، تقوم على الحوار الاجتماعي البناء، ومبادئ النزاهة والشفافية، والحق والإنصاف، وعلى محاربة أي انحراف أو استغلال سياسوي لهذا المشروع الاجتماعي النبيل"، يقول الخطاب. وخلص الملك إلى أن "المرحلة المقبلة تتطلب تضافر جهود كل المغاربة لرفع تحدياتها"، مضيفا: "هنا أتوجه لكل القوى الديمقراطية دون استثناء، وأخاطب فيها روح الغيرة الوطنية، والمسؤولية الفردية والجماعية، للانخراط القوي في الجهود الوطنية، لتجاوز هذه المرحلة، ومواجهة تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.. وعلينا أن نجعل من المكاسب المحققة في هذا الظرف القصير، منعطفا حاسما، لتعزيز نقط القوة التي أظهرها المغاربة، وتسريع الإصلاحات التي تقتضيها المرحلة، واستثمار الفرص التي تتيحها".