(1) ما اسمك واسم زوجتك وأبنائك؟، (2) ماهي تواريخ الميلاد؟، (3) متى كانت سنة الزواج؟، (4) هل يسكن معكم فرد آخر من عائلتكم؟، (5) هل توفي أحد من أسرتكم خلال الخمس سنوات الماضية؟.. هذه هي الأسئلة التي طرحتها عليَّ موظفة الإحصاء، مساء اليوم.. وبكل استغراب سألتها: هل هذا هو الإحصاء!؟، قالت: حظك كان هو الاستمارة العادية، بينما الاستمارة المطولة التي تضم أسئلة "أكثر عمقا"، نستعملها ما بين كل 4 استمارات عادية.. طيب.. كان سؤالي التالي: إذا لماذا كل هذه الميزانية الضخمة من أجل الحصول على أجوبة توجد كلها في "عقد الازدياد"؟، وفي حال تعذرها يمكن الحصول عليها من طرف أي عون سلطة (مقدم، شيخ،...). بالنسبة لي، هذه الأسئلة الخمسة تبقى غير مقنعة تماما، وكان بإمكان مندوبية التخطيط تجميعها بشكل رقمي بدون صرف كل هذه الأموال وهدر الزمن المدرسي والمهني للمغاربة.. بالنسبة للاستمارة الثانية "المطولة"، قال أحمد الحليمي إنها موجهة إلى عينة مكونة من 20% فقط من الأسر، سيتم اختيارهم عشوائيا، وتضم أسئلة حول مواضيع متقدمة مثل الخصوبة، التغطية الصحية، التعليم، الاستخدام التكنولوجي، ظروف السكن والبيئة، الوضعية السوسيو-اقتصادية للأسر ومستوياتهم التعليمية والمهنية والثقافية وغيرها.. إذن كان أولى بمندوبية الحليمي اعتماد الاستمارة "المطولة" على جميع السكان، أو الاكتفاء في عملية الإحصاء برمتها بالعينة المكونة من 20%، لأن المعطيات المتعلقة بال%80 الأخرى من السكان موجودة في كل المقاطعات الإدارية للمملكة، ورقيًا ورقميًا.. علما أن المندوب السامي للتخطيط كان قد صرح في الندوة الصحفية التي سبقت انطلاق عملية الإحصاء، بأن التكلفة الإجمالية ل"إحصاء 2024′′، بلغت مليار و46 مليون درهم (146 مليار سنتيم)، (دون الحديث عن جدل فوز شركة "شمس للإشهار" المملوكة للملياردير نور الدين عيوش، بصفقة الحملة التواصلية لعملية الإحصاء، والتي بلغت قيمتها حوالي مليار و670 مليون سنتيم، خصوصا أن المندوبية أعلنت في منشور رسمي بتاريخ 29 فبراير 2024 عن إلغاء نتائج الصفقة التي تنافست عليها 6 شركات، من ضمنها شركة "شمس للإشهار"، قبل أن تعود إلى منحها للشركة ذاتها "بقدرة قادر").. وبالتالي لا يزال تساؤلي مطروحا بدون إجابة: لماذا كل هذه الميزانية الضخمة وهذه الجهود وهذه الموارد البشرية الكبيرة جدا من أجل الحصول على أجوبة توجد كلها في "عقود الازدياد"؟..