في حادث مأساوي وقع في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، تعرض 54 شخصاً، بينهم عدد كبير من الأطفال، لتسمم غذائي جماعي بعد تناولهم وجبة كسكس بالدجاج خلال مجلس عزاء في دوار اصفارن التابع لجماعة تمروت بإقليم شفشاون. وأفادت مصادر محلية بأن سيارات الإسعاف نقلت المصابين من تمروت إلى المستشفى الإقليمي بشفشاون، حيث استمرت عملية النقل من الواحدة والنصف صباحاً وحتى الثانية بعد الزوال، فيما تم توجيه بعض الأطفال إلى مستشفيات تطوانوطنجة بسبب خطورة وضعهم. وأوضح المصادر ذاتها بأن الحادثة وقعة ضمن مجلس عزاء عقب جنازة طفل يبلغ من العمر حوالي 5 سنوات، كان قد أصيب بحجر طائش في مدينة طنجة وتوفي متأثراً بإصابته بعد ثلاثة أيام من بقائه في قسم الإنعاش، حيث أقيمت جنازته في مسقط رأسه بدوار اصفارن. الفاعل الحقوقي المحلي بباب برد، عبد المجيد أحارز، طالب بإيفاد لجنة تحقيق في ملابسات التسمم، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أزيد من 50 شخصا والحصيلة مرشحة للارتفاع، لافتا إلى أن وجبة مجلس العزاء كانت عبارة عن كسكس بالدجاج. وفي هذا الصدد، انتقد أحارز حالة الإهمال الصحي في المنطقة، موضحا أن المستوصفات القروية الثلاثة في جماعة تمروت، تعتبر شبه مهجورة وتفتقر إلى الطواقم الطبية على أرض الواقع رغم وجودها على الورق. كما انتقد وضع المركز الصحي في باب برد الذي استقبل المصابين في البداية ولكنه لا يحتوي إلا على ممرض واحد، وهو ما دفعه إلى توجيههم جميعاً إلى المستشفى الإقليمي بشفشاون، وفق أحارز. وأعرب المتحدث عن استيائه من غياب المشاريع الصحية في المنطقة، بما في ذلك مشروع المستشفى المتعدد التخصصات الذي كان يُنتظر إنجازه. وأوضح أحارز أن الوضع يعكس نقصاً مهولاً في الطواقم التمريضية والأدوية، مطالبا بضرورة إيفاد لجنة تحقيق لمراقبة الأوضاع الصحية السيئة والإهمال في توفير الرعاية الصحية للمواطنين بالمنطقة، حسب قوله.