عمد عناصر البوليساريو كعادتهم للتسلل لاجتماع تحضيري لقمة "تيكاد" الإفريقية اليابانية المقرر عقدها نسختها الثامنة خلال السنة المقبلة. وتمكن عناصر من الجبهة الانفصالية من ولوج قاعة الاجتماعات عبر استخدام جوازات سفر دبلوماسية جزائرية، وحضروا باعتبارهم ضمن شخصيات جزائرية دبلوماسية. وحسب مصدر حضر الاجتماع، فقد عمد أحد عناصر البوليساريو عند دخولهم للقاعة، إلى فتح محفظته واستخراج يافطة مكتوب عليها "الجمهورية الصحراوية"، قبل أن يحتج الوفد المغربي المشارك في الاجتماع على هذا التسلل والتزوير. وكشف مصدر دبلوماسي لجريدة "العمق"، عن طرد عناصر البوليساريو من الاجتماع التحضيري لقمة "تيكاد" الإفريقية اليابانية، خاصة أن اليابان أكدت أنها لم توجه لهم آية دعوة ولا تعترف بهم، وأنها تستدعي فقط الدول المعترف بها أمميا. وفسر المصدر الدبلوماسي غير الراغب في الكشف عن هويته، سلوك الجبهة الانفصالية تحت عباءة راعيتها الجزائر، بالسعي لافتعال أزمة بين المغرب واليابان، وذلك عبر "دبلوماسية عشوائية" تعتمد على تزوير الحقيقة وقلبها، وعلى سياسة التقاط الصور لتحقيق انتصارات وهمية غير مرموزة على أرض الواقع. وأشار المصدر نفسه، إلى أن إعلام النظام الجزائري بكل تصنيفاته، ظل طيلة زوال اليوم الجمعة، يتحدث عن مشاركة البوليساريو في القمة، وهي مشاركة انتهت بطردهم كما حدث سابقا وانتهت بفضيحة دبلوماسية لهذا النظام الفاشل. وعبرت اليابان عن تنديدها ورفضها لمشاركة الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني – الأفريقي (تيكاد)، التي انعقدت يومي 27 و28 غشت 2022 بالعاصمة التونسية. وصرح الوفد الياباني خلال أشغال الجلسة العامة الأولى للمؤتمر بأن تيكاد "هو منتدى للنقاش حول التنمية في أفريقيا"، مبرزاً أن "حضور أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة ذات سيادة في اجتماعات مؤتمر تيكاد، بما في ذلك اجتماعات كبار المسؤولين واجتماع القمة، لا يؤثر على موقف اليابان بشأن وضع هذا الكيان"، وذلك في إشارة إلى "الجمهورية الوهمية". ويؤكد الموقف الذي عبرت عنه طوكيو في مناسبات عديدة، ومفاده أن دعوات المشاركة في القمة، التي كان من المفروض أن ترسل بشكل حصري ومشترك من طرف تونسواليابان، وجهت فقط إلى الدول التي تعترف بها طوكيو رسمياً، والتي لا تخضع لعقوبات من قبل الاتحاد الأفريقي. وعلى هذا الأساس، فإن البلد المستضيف لأشغال المؤتمر وضع الوفد الياباني أمام الأمر الواقع، بإرساله دعوة من جانب واحد للكيان الانفصالي (البوليساريو)، وهو ما ألحق ضرراً بالغاً بروح الجدية والهدوء، التي كان يتعين أن تطبع أشغال هذا اللقاء المهم للشراكة الأفريقية اليابانية. وكانت اليابان قد أكدت رسمياً في 19 غشت 2022، رفضها القاطع والصريح للدعوة التي وجهتها مفوضية الاتحاد الأفريقي لجبهة البوليساريو لحضور القمة، في خرق للإجراءات المتفق عليها، وأكدت أنها لم تكن تلزمها البتة، غير أن تونس لم تقم بصفتها البلد المستضيف أي اعتبار لموقف الرفض، الذي عبرت عنه اليابان. وقرر المغرب عدم المشاركة في هذه القمة، والاستدعاء الفوري لسفيره بتونس للتشاور، وذلك عقب الاستقبال الرسمي للرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم الجبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، في مطار قرطاج الدولي.