أعربت هيئة شباب تامسنا الأمازيغي عن استغرابها من عدم إدراج اللغة الأمازيغية في الورقة النقدية الجديدة التي دخلت حيز التداول يوم الأربعاء 21 غشت الجاري، مؤكدة في بيانها أنها فوجئت مرة أخرى بأن هذه الورقة البنكية التي طرحها بنك المغرب، ضمن السلسلة الجديدة من الأوراق النقدية والقطع النقدية احتفاء بعيد الشباب، لا تتضمن أي كتابة باللغة الأمازيغية، رغم ما ينص عليه القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. ورأت الهيئة أن استمرار بنك المغرب في إصدار أوراق بنكية دون احترام مقتضيات الفصل الخامس من الدستور والمادة 22 من القانون التنظيمي، يشكل انتهاكًا لمرجعيات الدولة واستمرارًا للتمييز اللغوي ضد اللغة الأمازيغية الرسمية. وأعربت الهيئة عن استنكارها لهذا السلوك الذي وصفته ب"اللا دستوري"، معتبرةً أن ذلك يضر بمؤسسة بنك المغرب ويضعف ثقة المواطنين في المؤسسات بسبب عدم احترام التزامات الدولة والمرجعيات السياسية والقانونية. وفي تصريح لجريدة "العمق"، قال رشيد أيت مبارك، عضو هيئة شباب تامسنا الأمازيغي: "مرة أخرى يتفاجأ النشطاء الأمازيغ بغياب اللغة الأمازيغية في الأوراق النقدية لبلادنا، وهذا ما يدفعنا إلى طرح عدة تساؤلات، أهمها: هل بنك المغرب لا يلتزم بما ينص عليه الدستور المغربي الذي يعتبر اللغة الأمازيغية لغة رسمية للدولة؟ أين هو تفعيل الاعتراف الذي حظيت به اللغة الأمازيغية في بلادنا، ولماذا يتم إقصاؤها من الأوراق النقدية في الوقت الذي تُمنح فيه الأولوية للغة الفرنسية؟". وأضاف أيت مبارك: "إننا نرى تناقضًا في مواقف بعض المسؤولين، مما يجعلنا نشك في حسن نواياهم تجاه الأمازيغية كمكون أساسي للثقافة الوطنية وتراث ثقافي غني يشهد على حضورها في معالم التاريخ والحضارة المغربية، كما أشار إليه الملك محمد السادس في أحد خطاباته". وتابع الناشط الأمازيغي قائلاً: "الأمازيغية اليوم قوية بتاريخها العريق، والدليل على ذلك هو الاكتشافات العلمية الأخيرة التي أثبتت أن أصل البشرية يعود إلى المغرب، مثل اكتشاف جمجمة 'إيغود' بالقرب من تافوغالت التي يعود تاريخها لأكثر من 300 ألف سنة. للأسف، الإشكالية تكمن في العقليات التي تمارس أيديولوجياتها وتحارب الأمازيغية من داخل المسؤوليات الرسمية. ومع ذلك، تبقى الأمازيغية هي اللغة الأم للمغاربة، ومن الضروري الحفاظ عليها من خلال استخدام حروف تيفيناغ في جميع الأوراق الرسمية، بما في ذلك البطاقة الوطنية والأوراق النقدية، لأن هذا يعزز إحساسنا بالانتماء ويساهم في تنمية الوطن اجتماعيًا وسياسيًا". يُشار إلى أن بنك المغرب أصدر يوم الأربعاء الماضي ورقة بنكية جديدة من فئة 20 درهم للتداول ضمن السلسلة الجديدة للأوراق النقدية والقطع النقدية احتفاء بعيد الشباب. ووفقًا لما ذكره بنك المغرب، فإن الورقة النقدية الجديدة تسلط الضوء على التراث المعماري المغربي والتطور السوسيو-ثقافي للبلاد. وتحمل الورقة صورة الملك محمد السادس وشعار المملكة، إلى جانب زخارف معمارية مستوحاة من الأبواب المغربية ومنظرًا لجامعة القرويين بفاس. ويتضمن ظهر الورقة رسومات تمثيلية فنية لمسرح الرباط الكبير، ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، ومدرج لمنشأة رياضية، إلى جانب رسم لقصبة آيت بن حدو. ووفقًا لبنك المغرب، صُممت هذه الورقة النقدية باستخدام أحدث تقنيات الأمان، مثل خيط الأمان المتغير اللون، والشريط القزحي على الظهر، والعلامات البارزة لضعاف البصر، والأرقام التسلسلية التصاعدية. وأكد بنك المغرب أن جميع مراحل تصميم وإنتاج هذه الورقة النقدية تمت بشكل حصري من قبل الكفاءات المغربية في دار السكة.