ندد آلاف المغاربة، صباح السبت في مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط، باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، واستمرار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، مطالبين بإسقاط التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. وانطلقت المسيرة، التي بدأت منذ الساعة الحادية عشر صباحا وحضرها عدد من السياسيين والحقوقيين فضلا عن آلاف المواطنين المغاربة، من ساحة باب الحد بالعاصمة الرباط مرورا عبر شارع محمد الخامس وصولا لجنبات مبنى البرلمان، وسط تعزيزات أمنية مشددة. ورفعت الحشود، التي تجمعت أمام مبنى البرلمان من أطفال وشيوخ ونساء، الأعلام الفلسطينية وصور إسماعيل هنية، مرددة شعارات تدين سياسة الاغتيالات الإسرائيلية بحق رموز المقاومة الفلسطينية، وبالدعم الغربي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، مطالبين من الدولة المغربية بإنهاء التطبيع. وردد المحتجون في المسيرة التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، هتافات تشيد بتاريخ ودور اسماعيل هنية وباقي قادة حركة حماس، مع شعارات تندد باغتيال القادة الفلسطينيين والحرب على قطاع غزة والدعم الغربي للاحتلال الإسرائيلي، كما رفع المحتجون خلال المسيرة الاحتجاجية الأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس، بينما ردد المشاركون هتافات منددة بعملية اغتيال هنية. كما استنكر المحتجون في المسيرة، التي عرفت على الخصوص مشاركة عدد من القادة السياسيين بحزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح وقادة يساريين وحقوقيين وجمعيات مدنية، اغتيال الصحافي بقناة "الجزيرة"، اسماعيل الغول، الذي جرى اغتياله بقصف من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي. ومن بين الشعارات التي تم ترديدها بالمسيرة: "يا هنية ارتاح، سنواصل الكفاح"، و"يا هنية يا شهيد، عن الطريق لن نحيد"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"الشعب يريد إسقاط التطبيع"، مع رفع لافتات تستنكر جريمة الاغتيال بحق هنية، وأخرى من قبيل "حراك مستمر حتى التحرير وإسقاط التطبيع"، و"كلنا غزة، كلنا فلسطين". تنديد شعبي استنكر عدد من السياسيين بتواصل اغتيال القادة الفلسطينيين من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي آخرهم زعيم حركة حماس، اسماعيل هنية، مؤكدين ضرورة استمرار المساعي لوقف إطلاق النار. وفي هذا الإطار، أكد وزير الاتصال الأسبق وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مصطفى الخلفي، أن اسماعيل هنية كان من كبار قادة الأمة ومن كبار أصدقاء المغرب ووقف، على حد تعبيره، في مواجهة التسلل الانفصالي بغزة. وأشار الخلفي، في تصريح لجريدة "العمق" أن هنية أكد طيلة عشرين سنة على مواقفه الداعمة للمغرب وأن اغتياله ديليل على ضعف الاحتلال الصهوني، مبرزا أن هذه الوقفة تأتي تنديدا بعمليات الاغتيال المتتالية وتواصل الحرب على قطاع قطاع، داعيا إلى طيّ صفحة التطبيع مع الكيان الصهيوني، بسبب تنكره لكل الالتزامات الإنسانية الدولية. من جهته، أكد عبد الرحيم شيخي رئيس حركة "التوحيد والإصلاح"، أن هذه المسيرة التضامنية والاحتجاجية تأتي ردا على توالي الاغتيالات خاصة الأخيرة منها التي أودت بحياة الزعيم، اسماعيل هنية، مؤكدا أنه لا حل سوى بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني وإنهاء العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الشعب المغربي يعتبر قضية فلسطين قضية وطنية. وأعلنت "حماس" اغتيال هنية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران بإيران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، حيث جرى تشييع جثمانه بالعاصمة القطرية الدوحة. وجاء اغتيال هنية في وقت تشن فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، حربا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.