تشهد جهة الدارالبيضاء – سطات حراكًا ثقافيًا وفنيًا هامًا خلال شهور الصيف، حيث انطلقت مجموعة من المهرجانات التي تهدف إلى الاحتفاء بالتراث وتعزيز التبادل الثقافي مع الدول الأفريقية. ومنذ 12 يوليوز، انطلق مهرجان العيطة بجهة الدارالبيضاء – سطات، الذي سيستمر إلى يوم 27 من الشهر الجاري، ويستضيف فنانين شعبيين. بينما انطلق اليوم الاثنين مهرجان التراث والفنون الشعبية بمديونة جنوب شرق الدارالبيضاء، الذي سيمتد بين الفترة من 15 إلى 17 يوليوز 2024. ويشارك في مهرجان مديونة بلدان من القارة الأفريقية من خلال استضافة عدد من الفنانين والفرق الفلكلورية من دول مثل ساحل العاج والغابون والطوغو والسنغال. وأبرز بلاغ المهرجان أن هدف هذا النشاط هو "الاحتفاء بالتراث الوطني الغني وتعزيز الفنون الشعبية التي تعكس الهوية الثقافية والتاريخية للمغرب. يسعى المهرجان إلى ربط جسور التواصل مع بلدان القارة". ووفقًا للاتفاقية التي اطلعت عليها جريدة "العمق"، فقد خصص لمهرجان العيطة بجهة الدارالبيضاء – سطات 10 ملايين درهم، ممولة مناصفة بشراكة بين مجلس الجهة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وهي نفس الكلفة الإجمالية لمهرجان الغيوانيات والتراثيات المرتقب تنظيمها بالجهة. وتأتي هذه المهرجانات تنزيلاً لاتفاقية عقدها مجلس جهة الدارالبيضاء بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إذ ستمول هذه المهرجانات والعروض الثقافية المزمعة إضافة إلى أنشطة ثقافية متنوعة وترميم بعض المآثر بالجهة، بغلاف مالي قدره 652 مليون درهم. يساهم مجلس الجهة في الكلفة الإجمالية المذكورة لتنشيط وتعزيز العرض الثقافي، ب218,5 مليون درهم، بينما ستساهم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الشباب ب250 مليون درهم. في المقابل، ستساهم الوزارة عبر قطاع الثقافة بقيمة مالية قدرها 183,5 مليون درهم. وينقسم التمويل حسب تقسيم البرامج وفق ما أبرزته الاتفاقية المبرمة في إطار برنامج التنمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء – سطات 2022-2027، منها تطوير المهرجانات الثقافية والترفيهية والتنشيط الثقافي والفني وتدعيم أنشطة القرب بالجهة، وبرنامج تجهيز وتنشيط 18 فضاء ثقافيًا للقرب من أجل إدماج الشباب في سوق الشغل وتنظيم أنشطة القرب بمختلف الفضاءات الثقافية والشبابية، إضافة إلى برنامج تأهيل وترميم التراث والتعريف به. ويتحمل مجلس الجهة مسؤولية تخصيص حصة مالية محددة لإنجاز البرامج الثلاثة المتفق عليها، والتي تشمل تطوير المهرجانات الثقافية والترفيهية، وترميم وتأهيل التراث، وتنشيط الفضاءات الثقافية. كما سيتولى المجلس تنفيذ كافة الالتزامات المشتركة المتعلقة بهذه البرامج. من جانبها، ستقوم وزارة الشباب والثقافة بتخصيص الحصص المالية المقررة لها في إطار هذه الشراكة، وستقوم بتحويل المبالغ المخصصة لتنشيط الفضاءات الثقافية إلى الصندوق الوطني للعمل الثقافي، بهدف "تطوير الحياة الثقافية في جهة الدارالبيضاء – سطات والحفاظ على التراث الثقافي للمغرب" وفق ما أوضحته الاتفاقية.