واصلت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، اليوم الأربعاء، محاكمة المتهمين في ما يعرف بقضية "اختلاق جريمة سرقة وهمية على الأثير"، المتابع فيها المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة الملقب ب"مومو" ومتهمان آخران، أحدهما رهن الاعتقال بعد إدانته ابتدائيا بخمسة اشهر والثالث غادر السجن أول أمس الأحد، بعد انقضاء محكوميته. ومثل محمد بوصفيحة حضوريا لجلسة اليوم رفقة أصدقائه، إلى جانب المتهمين الاثنين واحد منهما المسمى "أمين" تم إحضاره من السجن المحلي في الدارالبيضاء "عكاشة"، بينما امتثل "مصطفى" لجلسة محاكمته بعد ثلاثة أيام من مغادرته السجن بعد انقضاء ثلاثة أشهر من محكوميته في الملف. وتقدم دفاع "مومو" بملتمس للهيئة من أجل الاستماع إلى زوجة المتهم الرئيسي "أمين"، بناء على تقرير الخبرة، ولو على سبيل الاستئناس ،وذلك لتنوير المحكمة، خاصة حول أسماء وردت في التقرير بحسب المحامي، وهي أسماء مروان وليلى، الذي قال المتهم "أمين" إنها جارته. وبعد تأجيل المحكمة البت في هذا الملتمس إلى ما بعد استنطاق المتهمين، استمعت الهيئة إلى كل من المتهم الرئيسي "أمين" والمتهم "مصطفى" الذي غادر سجن "عكاشة" نهاية الأسبوع بعد انقضاء عقوبته الحبسية التي أدين بها ابتدائيا في هذه القضية المتعلقة "باختلاق جريمة وهمية على الأثير الإذاعي". واستدعى القاضي زوجة المتهم "أمين" الحاضرة بقاعة المحاكمة وطلب منها، بمغادرة القاعة إلى حين مناداتها، وذكر بالتهم المنسوبة للمتهمين، حيث يتابع "مومو" من أجل "عدم التبليغ عن جريمة والمشاركة في بت ونشر وقائع يعلم بعدم وجودها على الأثير الإذاعي". وفي أسئلة القاضي إلى المتهم مصطفى الذي عانق الحرية بعد ثلاثة أشهر من الحبس، أشار القاضي هشام بحار، إلى أن السيد الذي وعده بالجائزة يدعى مروان في إشارة إلى تزييف الاسم بينما أدلى مصطفى ببطاقته وقدم نفسه للإذاعة أنه يدعى مروان الذي فاز بالهاتف بعد تعرضه لسرقة هاتفه أثناء مشاركته في برنامج ينشطه "مومو"، ولم ينفي مصطفى ذلك. وفي الاستماع إلى المتهم الرئيسي "أمين"، قال هذا المتهم، "إنه شارك في مسابقة على الأثير حوالي الساعة الثالثة والربع زوالا يوم اظعاء السرقة الوهمية"، ليقاطعه القاضي بأنه متابع جيد لإذاعة "هيت راديو" في حين هناك إذاعات أخرى، وأكمل "أمين أنه أثناء مشاركته اكتشف أن متسابق آخر ظفر بالجائزة، وفكر في اختلاق الجريمة الوهمية حتى يتعاطف معه طاقم البرنامج، وخوفا من حرمانه من تعويض هاتفه لكون اسمه معروف بالإذاعة قرر الاستعانة بصديقه مصطفى. وسأل القاضي المتهم الرئيسي أمين الذي اعترف بكل المنسوب إليه هل اتفق مسبقا مع المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة، فنكر أمين الأمر، وقال "إنه لا يعرف مومو معرفة شخصية ولم يسبق له أن التقاه مباشرة إلى حين موعد تقديمهم أمام وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية الابتدائية بالدارالبيضاء في هذا الملف". من جهته، نفى محمد بوصفيحة، التهم المنسوبة إليه، بعدما عرض أمام الهيئة مجريات وقوع حادثة السرقة "الوهمية" وطريقة تنظيم المسابقة ببرنامجه، وأشار إلى "أن الصوت الذي تحدث معه سابقا باسم مروان متغير عن صوت مصطفى الذي حضر الإذاعة وتسلم هاتف أيفون 15 بديل الأيفون 14 الذي إدعى المتهم الرئيسي سرقته له خلاله مشاركته في برنامج "مومو". واستغرب القاضي في سؤاله لمومو قائلا: "كيف حضر مصطفى للإذاعة وأدلى ببطاقته الوطنية واستقبلته على أساس اسمه مروان ضحية سرقة هاتفه، فرد مومو أن السيدة المكلفة بالاستقبال هي من أخبرته أن مروان حضر لأن إدارة الإذاعة من تطلب البطاقة الوطنية". وواجه القاضي المتهم مصطفى بتقرير خبرة الهواتف، وسأله من يكون مروان وليلى، ونفى المتهم وجود شخص يدعى مروان وأن ليلى تكون جارته، بيتنا أكمل "مومو" تصريحه مستغربا "وجود أشخاص يستغلون مثل هذه المواقف وطيبة الآخرين للكذب لمجرد طمعهم". الوكيل العام للملك، وجه بدوره مجموعة من الأسئلة ل"مومو" وللمتهم مصطفى، وقال لمصطفى، كيف عاودت الاتصال وهل أنت من اتصل بالإذاعة بعد أدعاء سرقة الهاتف؟، فرد مصطفى أن "أمين هو من عاود الاتصال برقم يعود له، وتمكن من المحاولة الثالثة الوصول لطاقم البرنامج مباشرة، فاستغرب الوكيل العام متسائلا، "كيف يوجد طابور من المتصلين في مثل هذه البرامج وتمكن بعد أقل من ساعة من الوصول إلى الإذاعة والتواصل مع طاقم البرنامج". وسأل الوكيل العام المتهم أمين، لماذا لم يحضر هو لمقر الإذاعة وتسلم الهاتف، فرد عليه بأنه "خاف أن يتذكره أحد بالإذاعة لأنه سبق وتسلم جائزة من البرنامج من قبل". وفي سؤال الوكيل العام للملك، للمتهم المنشط الإذاعي "مومو"، قال له "كيف عرفوا كطاقم أن الهاتف الذي ادعى المتهم الرئيسي سرقته يتعلق بآيفون، علما أن المنطقة التي كانا فيها تعرف ضجيج للسيارات في وقت الذروة إضافة إلى أن التوقيت كان رمضان". كذلك سأل الوكيل العام مرة أخرى مومو: "كيف عاود المتهم الرئيسي أمين الاتصال واستقبلتموه خلال أقل من ساعة من ادعاء سرقة هاتفه، والعلم أن الاتصال بالبرامج الإذاعية يستغرق وقتا طويلا، ووجه كلامه لمومو بأنه قال إنه طلب من قسم استقبال الاتصالات استقبال جميع المكالمات الواردة وطلب من المستمعين عدم الاتصال". وسأل الوكيل العام: "مومو لماذا سلم هاتف أيفون 14 للضحية مدعي سرقة هاتفه وسلمته أيفون 15، فرد مومو: "إنه أراد أن يرد له الاعتبار، وشراء لهاتف أيفون من ماله الخاص، لكون الأمر لم يتعلق بمسابقة وإنما بحادث فجائي". وقال محمد بوصفيحة الملقب ب"مومو"، إن البرنامج التقني المتعلق بالإذاعة ضبط المتهم الرئيسي "أمين عدة مرات ينتحل صفات مختلفة، لدرجة في أحد الأيام انتحل صفة شخص مكفوف وطلب من طاقم البرنامج مساعدته ماديا". وفي جواب المتهم أمين على سؤال دفاعه المحامي محمد لخضر، نفى أمين توجهه للشرطة للتبليغ عن قضية سرقة هاتفه، وأنه لم يتوجه لولاية الأمن للتبليغ ولم يستهتر بالسلطات. وأخرت المحكمة الملف إلى 3 يوليوز المقبل، لمرافعات الدفاع، وللبت في استدعاء زوجة المتهم الرئيسي للاستماع إليها.