أدى مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك فوق أنقاض مساجد وبجانب منازلهم التي دمرتها إسرائيل خلال حرب متواصلة على القطاع منذ 9 أشهر. ومنذ 7 أكتوبر الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم نساء وأطفال، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية. وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، بأن مئات الآلاف أدوا صلاة العيد فوق أنقاض وركام المساجد والمنازل التي دمرها الجيش الإسرائيلي في الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. وأدى السكان الصلاة وسط أصوات التكبيرات، وتبادلوا التهاني رغم الحرب والآلام التي حلت بهم على مدار الشهور الماضية. لكن في هذا العيد غابت مظاهر توزيع الحلويات والهدايا على الأطفال أمام المساجد وفي الساحات العامة كما هو معتاد في الأعياد السابقة. وقال المسن الفلسطيني نظام النجار (70 عاما): "في كل عيد اعتدنا النحر والصلاة في الساحات العامة، لكن هذا العيد تختفي الأجواء بسبب الحرب". وأضاف للأناضول: "اليوم لا يوجد أضاحي إلا عند قلة من الناس بسبب الحصار ومنع دخول الأضاحي واستمرار الحرب على القطاع". وتابع: "الأوضاع في غزة صعبة، السكان يسكنون في خيام وفقدوا منازلهم بسبب تدميرها من قبل الاحتلال". ولفت إلى أن "سكان غزة يريدون حياة كريمة بعزة وليس بذل"، وأن الفرج "سيأتي ويزول الكرب قريباً". من جانبها، قالت الفلسطينية ظريفة عشور (55 عاما): "بيوتنا دُمرت بفعل الحرب، ونقيم صلاة عيد الأضحى أمامها رغم تدميرها"، مضيفة "لا يوجد عيد في قطاع غزة بسبب القتل والدمار الذي حل به". وتابعت: "نقول للعالم إننا منصورون رغم الألم والجراح". وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.